Friday, February 27, 2009

انا لله وانا اليه راجعون




يَا أَيَّتُهَا النَّفْسُ الْمُطْمَئِنَّةُ ارْجِعِي إِلَى رَبِّكِ رَاضِيَةً مَّرْضِيَّةً فَادْخُلِي فِي عِبَادِي وَادْخُلِي جَنَّتِي

قبل أيام قلال
كان جالسًا بقربي ، يمسح على ظهري ، يسألني عن دراستي ، يبتسم ويضحك في وجهي ، يغشمرني ويضحكني ، يشده النقاش والحديث ، يناقش هذا ويضحك مع ذاك .
اكتفى بالجلوس معنا ، وتناولنا غدائنا مع بعضنا ، كان فكاهي في طبعه ، وحبيب في كلامه ، وعسول بسوالفه .
بعد بضع ساعات التي اقضاها معنا ، قرر أن يذهب لينجز بعض أعماله .
هكذا كان عمي وحبيب قلبي ، وقلب عائلتي ، عبدالرحيم .
لم يكن عمي فحسب بل في بعض الأحيان على الرغم أنه يكبرني سنًا أدعوه بأخي لأنه قريب لنا وقريب لقلوبنا .
في طفولتي عرفته ، كان يتسلل إلى قلبي بقطعة الحلوى التي كان يعطيني أياها ، أتذكر تلك الأيام التي كان يأتيني في ليالي الشتاء الباردة ليعطيني " علكه " حاره " لتدفيك " ,, لقد أحببته منذ صغري

وفي نهار الثالث والعشرون من فبراير ,,
رأيتها شاحبة الوجه ، دمعة تكاد تسقط من عينها .
مابك ؟ سألتها لأعرف ماذا حصل ، هل حصل لها أي مكروه ؟
يوسف ، بو أحمد ، بو أحمد ، عبدالرحيم ، توفى
صعقة تليها صدمه قوية ، أسرعت لأمسك بالهاتف لأسأل كيف وماذا ولماذا لأعرف ما يحدث ، لأعرف ماحصل.
اتصلت على أخي الأكبر ليقول لي أنه بالمشفى عند صديقه ، يا إلهي هل حقًا انني اخر من يعلم
لقد ذهب لصديقه ، يخفف عنه ضيقه ، يقف بجانبه ليمسح تلك الأحزان ، يكون معه كاليد الواحده كما كان دائمًا .

انه صباح الثلاثاء
استيقضت باكرًا لأذهب للمقبره ، هذه هي المره الاولى التي احضر فيها مراسيم جنازه كامله .
حملوه على أكتافهم ، أمشي بخطا ثابته عيني مرتكزه عليهم ، ادعي من كل قلبي ، قلبي الذي كان يتدفق بشده ، في صلاتي ، شعرت بوخزات في قلبي ، دعوت الله عز وجل أن يثبته بالقول الثابت .
وقفت أمام قبره ، ونظرت إلى أبنائه الذين هم إخوتي لا بل أكثر من إخوه ، الحزن بدأ يهاجم قلبي ، ومظاهره بدأت تظهر على عيني ، كلما نظرت إلى ابنائه ، وقفت أمام قبره ودعوت دعوة من كل قلبي له ، فهو كان العم الذي لم تلده جدتي .
أقترب شيئًا فشيئًا ، لأجد الدموع تهاجم مقلتيه رغمًا عنه ، أردفته على صدري ، وضممته بقوه ، وهمست في اذنه " شد حيلك " .

قال الباري عز وجل في محكم تنزيله
كل نفس ذائقة الموت ثم إلينا ترجعون ) العنكبوت 57 )
كان وقور وحبيب ، لطالما تعلمت منه معنى التفاؤل ، ومعنى المثابره على النجاح ، مواقف كثيره علمتني دروس كثيره ، ونصائح كثيره علمتني حياة افضل
اذكروا محاسن موتاكم ..
رحمك الله وأسكنك الله فسيح جناته


في ظهيرة يومنا رحلت عنا
فاجعة أحلت بنا ودموع اعترفت بحزننا
بكينا فعطشنا ، فشربنا دمعنا حتى ثملنا
رحلت ولكن ذكراك بيننا باقيه لنا
نذكر تلك الأيام الجميله التي قضيتها معنا
أيام كنت بقربنا عند مصائبنا
أيام كنت بجانبنا عند فرحنا
أب ، وعم ، وأخ هكذا كنت كلما حدثتنا
كيف ننسى من كان الخير عنوانه
كيف ننسى من كان حب الغير يسري في دمائه
كيف ننسى من يحمل العطاء بجميع ألوانه
رحمك الله وأسكنك فسيح جناته

Wednesday, February 18, 2009

يوم في المؤتمر !


بعد يوم شاق ومتعب ومرهق عدت إلى المنزل ، وقررت عدم النوم لكي أعود نفسي على عدم النوم عصرًا ، انتظرت المساء لأنام بفارغ الصبر ، أستيقظت من نومي على صوت المنبه في تمام الخامسه صباحا ، حاولت تذكر حلمي ولكن دون جدوى ، فهذه الاحلام صارت جزء مني لا تفارقني أحيانًا احاول تذكرها ولكن لا أستطيع ، ولكن يكفي أنه جزء من أحلامي ، اثناء العوده إلى المنزل في تمام الساعه السادسه من المسجد وصلتني رساله من صديقي يخبرني بوفاة جدته – رحمها الله واسكنا فسيح جناته – لم اتردد بالاتصال للاطمئنان عليه ، صوته المبحوح كان خير دليل على شدة حزنه ، خنقتني العبره وحزنت كثيرًا له ، فهو صديقي الذي جمعتنا أيام الثنوية وكانت له مواقف معي لن ولن انساها .
بعد دخولي للمدرسه أخبرتهم بأن يرسلوا رساله ليعزوه بما فقد ، وبعدها بقليل اتصل علي ( يحيى ) – استاذ الجيولوجيا ذو الشنب الافعواني ولهذا اطلقنا عليه هذا الاسم – انا كنت اعلم انه اليوم يستوجب علي الذهاب للمؤتمر والذي سأكون ممثلا رسميًا للكويت ، ولكن بظروف صديقي قال لي أن أنا من سيشارك فقط !
ما باليد حيله فصديقي يمر بظروف ، وبعد قليل من الوقت بدأت حصه الاسلاميه ، لأرى صديقي الذي أتى ليحدثني ، طرق الباب ورأيت وجهه شاحبًا وصوته مبحوح والحزن قد ألم به ، آلمني قلبي عليه كثيرًا ، وعند طلبه من مدرس الاسلاميه بأن الاداره تريدني ، قال له " وانت ليش مو مداوم ؟ " ، مع العلم أنني قد اخبرته بحالة الوفاة لديه ، فلم يكلف نفسه على قول " عظم الله أجرك " ! ، رد صديقي بسكوته ثم أعلن نطقه وقال بصوت تحشرج به صدره " الحين بروح المقبره " ، ليرد عليه المدرس " ايي ندري " ! ، ما به المدرس ؟ هل يلعب بقلب صديقي الذي اختنق صدره ؟ ، خرج صديقي وهو صامت ولم يرد بكلمه فقط اكتفى بالصمت وانتظرني بعيدا في الخارج ، نهضت من مكاني وأنا انظر إلى المدرس باشمئزاز وبنظره تحقيريه فهل هو منتصر بأقواله ؟ خرجت إلى خارج الصف لأشعر بأن صدري اغلق ابوابه ، كان مسندًا ذراعيه وظهره إلى الحائط ينظر إلى الأرض ، قطرات من الدموع تتساقط يحاول ايقافها لكن لا يستطيع كتمها ، أسرعت إليه وكتمت حزني لأحضن تلك الدموع إلى صدري وأقبل كتفه وأنا اقول له لا تحزن ، الله يرحمها محتاجه لك ، محتاجه لدعائك ، محتاجه تكون انت يمها ، لا تخلي الحزن يسيطر عليك ، امسح دموعك ، والله عارف انها امك ، تعودت عليها بس محتاجتلك اهي الحين ، ليمسح تلك الدموع التي خرجت رغمًا عنه وأنا ماسكًا يده ، وأحاول تشتيت حزنه الشديد .
آلمني قلبي وبشده عليه ، ولكن مع هذا كان يقول لي يوسف شد حيلك ! هاك هذي الاوراق بتساعدك ! وانشالله انت قدها ، كيف كان يكتم عبرته ويقول لي هذا الكلام ، حقًا لخير صديق أنت

اليوم : الأربعاء
التاريخ : 18 – 2 - 2009
الساعه : الثامنه والنصف صباحًا
المكان : الهيئة العامة لشؤون الزراعة والثروة السمكيه
المؤتمر بعنوان : التغيرات المناخيه ( الاحتباس الحراري )

دخلت لتستقبلني الموجهه الأولى للجيولوجيا ، وسألتني عن صديقي وقلت لها بظرفه ، أخذتني لأعرف على وفود الدول المشاركون في المؤتمر ، اثنان وعشرون دولة مشاركه ، المؤتمر كان على مستوى قارة آسيا ، فمعظم الدول كانوا متواجدين تقريبًا ، عن نفسي شاركت في عدة ورش عمل وتعرفت بماهية المؤتمر وكيف سأتحدث وألقي ، لذلك لم أهاب التقديم أمام الحشد لأنني أعلم ما سأعمل بالضبط .
لمحت من بعيد الطلبة المشاركين من دولة الكويت ، ذهبت لأجرس بقربهم ، لأسمع الدولة تلوه الأخرى ، بدأوا بالبحرين وكانوا من أجمل الدول تقديمًا ، - يا حلاة كلامهم المايع – وبعد ذلك أتت كوريا الجنوبية لتتحدث عن المشكله ، وبدأت لبنان والسعوديه وعمان وقطر والامارات وتايلند ، وغيرهم الكثير من الدول بعرض المشكله ، وقد كان في هذا الوقت بث مباشر على تلفزيون الكويت ، أتت بعدها فترة البريك .
خرجت مسرعًا لأتصل بوالدتي الحبيبة لأودعها لسفرتها واتصلت على اخي الاصغر لأودعه ليقول لي – راح اشتاقلك – ضحكت وقلت له انا بعد :P
اتصلت اختي ! لتشكي عن التسجيل بالكليه " ماااااكوووو تسجيل !! " وتشكي الحال لي " الجدول مو راضي يضبط ! "
بدأ التقديم الثاني للمؤتمر وتمت المناقشة من جميع الدول ، كانت هي جالسة بالقرب من شاب اندونيسي ، مرهقه من العمل الشاق ، شاحبة الوجه لكن الابتسامه كانت تملأ وجهها للحظور ، مرت الساعات وهي تسمع وتناقش ، ومن كان يحدثها بالانجليزيه كانت تترجم لنا بالعربيه والعكس للدول الاجنبيه ، التعب حالكها ، استاذه شيخه ! ، قلت في نفسي أعانك الله ، ناقشنا مع بقية الدول وتم التسجيل والتعديل ، ومرت ساعه ونصف الساعه ، لأسمع الطالبه الأخيره تناقش ، وإذا بهم يمسكون المايك بعد ما جلس الجميع وتقول هل لأي أحد مداخله ؟ أو اضافه ؟ أو تعليق ، لألوح بيدي من بعيد وأقول " اي اي " وانهض مسرعًا لأتناول المايك ، اكتئبت هي وكأنها تقول في نفسها " بسس تعبت متى نخلص انشالله ماكو احد بعده " ، مسكت المايك والتفتت نحو الحشد الكبير من الدول جميعًا لأقول : يعني الحين الاستاذه من مساع قاعده تترجم وتقول وتعطي صوتها راح مسكينه

please, give her a big hands


التففت نحوها لأجدها واضعه يدها على فمها كنايه عن الصدمه ، فلم تتوقع هذا مني ، لتسمع الجميع يصفق لها بحرارة ، وعندها مسكت المايك مره اخرى لتقول " مادري شقول حيل احرجتوني " ابتسمت لأسمع هتافات الجميع لي عدل " بويعقه " يعطيك العافيه

بعدها كان هناك بريك إلى الساعه الثالثه عصرًا !! ، اتصلت على والدي وقلت له أنني ستأخر عن المنزل ، مضى وقت طويل ، ليحين وقت الغداء ، " تعال تعال تعال " قالتها الموجهه ! " صادتني بالعافيه استاذه مومشتهي شي ! " لأكتفي بكوب من الماء لأسمع الطالبات بقربي يقولون " لا تصير دلوع " ! ضحكت واكتفيت بالضحكه للرد عليهم

صعدت إلى الأعلى وبعد قليل جاء الموجهون لينادونني " يوسف يوسف " ذهبت لهم ، ليقولون لي مستعد ؟ وأرد ان شاء الله ، وقالت لي انتظر لأن هناك طالبه من مبارك الكبير ستشاركك ، " عمرج طويل تونا بناديج " ، سألتها عن مدى تجهيزها وهل ستقوم بمشاركتي ؟ بالطبع دائمًا البنات يفعلون كل ما بوسعهم لإرضاء ضميرهم مثل ما يقال " يشتغلون بضمير " ، مصادر خارجيه و " شغل زقرت " ! ، طلبت إلينا الموجهه لنتدرب مع بعض وجلسنا بالقرب منها لنتدرب واسألها وكتبنا كل ما هو يتعلق بما سنتحدث عنه
- آسفة بس أنا ليما الحين ما عرفت اسمك الكريم
- ابتسمت وقلت لها يوسف
- عاشت الاسامي ، أنا آلاء
- ونعم فيج
اخترت أحد الأصدقاء ليكون هو الذي سيقدمنا ، وماهي إلا لحظات حتى بدأ بعض الدول بالتقديم ، ولكننا لم نشاهدهم فاكتفيت بال " قرقه " مع المنظمون من الكويت ، ومع التي ستشاركني والموجهه .

بعدما طردنا بسبب كثرة " القرقه " دخلنا إلى قاعه المؤتمر ونستمع إلى الدول المشاركه ، إلى حين يأتي دوري ، قدمت دولة غيينيا وسوريا وفلسطين مشاركتهم وأنا أنتظر متى يحيين دوري ؟ ، كم تمنيت أن يكون هنا بقربي ليراني ، بل تمنيت أن يشاهدني على التلفاز ، أو انني أراه يقول لي " شد حيلك " ، ولكنها كانت أماني تمنيتها ، جلست وانا انتظر ، إلى حين أن قالوا والآن مع دولة الكويت ! ، نهضت من مكاني لأتوجه على المنصه ، جلست في مقعدي أراقب الحضور ، لم تكن اعصابي مشدوده أو متوتره على الرغم من الوفود من الاثنان وعشرون دوله جالسون أمامي ، وكل الأنظار تجاهي ، قررت أن تكون آلاء هي من ستبدأ بعد تقديمنا لهم . أتت وجلست وأنا أقول لها " يوييييييلج يويييييلج " ، لترد علي " يوسف يوز " ! ، التزمت الصمت وأنا اقول في قلبي " اللهم اشرح لي صدري ويسر لي أمري واحلل عقدة من لساني يفقه قولي " ، وبعدما أنتهت آلاء قدمني لهم لأسمع أصوات التصفيق تعلو لتشجيعي ، بدأت بالحديث و" القرقه " ، لا أعلم كيف انهيت الحديث وكيف انتهيت ولكنني اذكر انني سمعت صوت تصفيق حار لنا .

نزلت من المنصه لأسمع الموجهه تقول لي " بارك الله فيك " والمدرسين " أحسنت " و آخر يقول " يعطيك العافيه " ، عندها عرفت بأنهم يقدرون التعب . وثمن الحصص الفائته طوال الفصل الدراسي الأول
بعدها أخذنا بريك آخر لتأتي استاذه شيخة ، ليقولون لي أنهم يريدون أن اساعدها في الكتابه على المنصه ، صدمت صدمة عندما نزلت لأحدث استاذي وقلت له أنا والاستاذه شيخه ليقاطع حديثي ويقول " مين ؟ " ، وأرد عليه " استاذه شيخه ! " ، ليضحك ويقول " تدري انها طالبه ؟ " لأفتح فمي وأقول ماشاء الله !! ، ليكمل كلامه ويقول " كمان هي في الصف الحادي عشر ! " صدمت صدمه
تبارك الرحمن ، حسبتها استاذه في اللغه الانجليزيه ! ، انها تقول وتترجم لهم وكأنها مدرسه فعلاً ، تبارك الله في خلقه .

خرجت من باب الهيئة في تمام الساعه السابعه ! ،اتصلت بوالدتي حبيبتي الذاهبه إلى مكه لأقول لها " توني اطلع من المؤتمر ! " ، وقلت لها بأنني مثلت ورقة الكويت فيه، لتقول لي كم أنا فخورة بك ، وصلت لمنزلي إلى السابعة والنصف مساءً ، لم أشعر بقدماي من شدة التعب ، جسدي كله مرهق ، اثنا عشر ساعه وأنا بالمؤتمر ! ، استليقت على فراشي الحبيب لأنام ، أتى على بالي ، تمنيت أن أقول له قبل نومي ، وهاهو قد أتى ، فرحت كثيرًا وأنا أقول له ما حدث ليومي هذا .

Monday, February 16, 2009

الطالب مفصول عن الخدمة مؤقتًا


بعد انقطاع دام قرابة الاسبوع ها أنا اعود لأروي ما حدث في يومي الدراسي الأول
استيقضت على مسامع المنبه لأتوجه مسرعًا بعد وضوئي للمسجد ، ودعوت الله بأن يكون يومي الأول فاتحة كل خير
فبعد دخولي المعهود إلى دوامي المدرسي بكل حماس وتفاؤل ، مسكت المايك لأتحدث و " اقرق" بالطابور المدرسي ، وأقول كلمتي لهم ، وذلك بعد السلام على " الربع " والتصبيح بوجوههم التي لم أراها من بضع أسابيع ، ها قد أتت الفرصه ! لم أشعر بالجوع ولكنني رغبت في الذهاب مع صديقي ليتناول فطوره ، مررت بقرب باب المدرسه لأرى الطريق سالك ! ، " هااا فوقه ؟ " كلمات قلتها لصديقي فما كان له الا الخروج من الباب الرئيسي لينتظرني لأخرج ، وأنا " اتمخطر " في ممشاي رآني صديق والدي الأخصائي الاجتماعي
- كندري وين رايح ؟
- بروح الجمعيه طال عمرك :p
- انزين اكل مني !
- لا موشي موشي !
- خلاص روح بحفظ الله انشالله
" تمخطرت " في مشيتي ثانية ! إلى أن وصلت إلى الجمعيه ، لأبدأ صباحي بال " بيبسي " و " الفليك " !
لم يتبقى سوى خمس دقائق على انتهاء الفرصه فقررت الرجوع إلى المدرسه ، اثناء عودتي وانا ارتشف اللحظات الاخيره من " البيبسي " العزيز ، لأرى وكيل المدرسه بانتظاري ! وكأنه كان يريد استقبالي بنظراته بالبساط الأحمر ، " تفضل ادخل " قالها وأنا قلت بنفسي الحمدلله ! ، " ويين رايح ادخل يمين علمكتب " ! ، " ولييييييييييه شيبي الحين يحنج هذااا " قلتها وكلي غيض منه ! دخلت إلى الغرفة لأصدم !! شاشات مراقبه ! وكامرات في أكثر مكان في المدرسه ، باختصار " صادتني الكامره =/ "
ماني سائلك وين رايح بس انا باخذ اجرائي معاكم
الوكيل يعرفني حق المعرفه فأنا " سعادة رئيس مجلس الطلبه " و صاحب انجازات في مسابقات وزارة التربية و منظم المؤتمر للجيولوجيا و صاحب انجازات كثيره في المدرسه ! ولكنني لا أرى ان ذلك يبين في " عينهم " !!
فقررت الاستقاله من مجلس الطلبه واكتفيت بتحقيق انجازات بأنشطتهم
بالمناسبه حصلت على المركز الثاني في العاصمه في مسابقة الشعر " مبروووك حقي "



بعد الصدمه التي وقعت بها لمشاهدتي لتلك الكامرات ، جاء طالب يحمل ورقة تحمل عنوانها " قرار فصل الطالب " ! ، سجلي المدرسي طوال الاثنا عشر سنة الماضيه لم يحمل بيوم من الايام كلمة " تعهد " واليوم يأتيني حضرته ببطاقة فصل !!
- خلاص الحين انا اعطيكم فصل ثلاث ايام ولازم ولي امرك ايي بعدها !
- شكو فصل ! بسم الله أول يوم ترا ! على طول فصل ، انزين عطنا تعهد شي مني مناك
- شنو اهو بكيفك ؟
- خلاص عطنا اللي يطلع منك اشوف ! ( قلتها وانا ضاحكًا )

وبعد محادثته بالطيب واللين ، قرر أن يعطينا الفصل لمدة يوم واحد على أن يأتي ولي الأمر بعد هذا اليوم صباحًا
كنا خمسة طلاب ، وكانت الساعه تشير إلى ساعة الغة العربية التي أحببتها دومًا من استاذي الحبيب ، قلت لهم سأكون في المقدمه لأتحدث له ! ، طرقت الباب طرقة طالب يسترجي الدخول ,,
- سلام عليكم
- وعليكم السلاام ، أوووه شفيك يا ساحر ؟
- والله ماكو ، أبد ! بس خذينا فصل على أول يوم
- شلووون عطوكم ليش !!
- صادتنا الكامره طال عمرك وانا طالع
- حطو بالكم من الكامرات ,, تفضل يا عم يوسف

هذا المدرس بالذات يكن لي مشاعر بالاحترام والتقدير ودائمًا ماكان يقول " يوسف " من الناس الذين اقتدي بهم وكان دائمًا ما يخجلني باطراءاته الرقيقه
بعد انتهاء الدوام المدرسي توجهت إلى المنزل لم اتحدث مع والدي ، ولكن تحدثت إلى حافظة أسراري أختي الحبيبه وقلت لها ماحدث معي !
قررت أن اغفو قليلا بعد هذا اليوم الدراسي المتعب ! ، حاولت النوم ولكن دوم جدوى ، وبعد الصراع نمت ولكن عند استيقاضي صدمت ! الساعه التاسعه مساء !!! ماهذا النوم ؟ ولكنني فرحت كل الفرحه بسبب سؤال أحدهم عني أثناء نومي : )
درست قليلا ، وبعدها قررت النوم مرة اخرى ! ونمت لأستيقظ على مسامع الأذان ، وتوضيت وتوجهت مسرعًا ، ودعوت الله بأن يكون ماحدث في اليوم الأول خيره لي .
كان من الواجب على عدم الذهاب ولكنني ذهبت وأخذت بطاقتي المدنيه لأذهب لأسناني الجميله ، تذكرت بوست استاذنا الاعلامي " أحمد الحيدر " وأنا بانتظار الدور ! اتصلت على صديقي وسألته متى ستذهبون لمتمر الجيولوجيا ؟ قال لي بعد قليل ، قلت له كلم " يحيى " أنني سآتي ! وبعد انتظارهم وجدتهم رحلوا عني ! ليتصل علي " يحيى " – استاذ الجيلوجيا السابق استاذ سيد ونطلق عليه يحيى بسبب شنبه الافعواني كما ذكرت في أحد البوستات القديمه – وقال لي أنهم هذه المره يريدون طالب واحد فقط ، غدًا سآخذك أنت ! قلت في قلبي " لا غدًا ولا بطيخ فكه افتكيت منكم ومن مؤتمركم اللي ما يخلص " وبعدها اخذت مكاني لآعالج ضرسي المسكين ، ليعطيني موعد على يوم الثلاثاء لإكمال العلاج – اشوه الثلاثا عشان اكملها مع عطلة فبراير –

اثناء العودة ولا أعلم أين سأذهب فلا يسمح لي بالدخول للمدرسه فأنا من حزب " المفصولين " ، تذكرت صديق والدي لأتصل به ,,
- هلا استاذ احمد !
- هلا بالحبيب هلا كندري
- استاذي امس صارت سالفه والحل عندك انشالله طال عمرك !
- شمسوي بعد !
- فصولني =/
- ليييش شمسوي ؟
- صادتني الكامرا وانا طالع !
- مو انا قلتلك امس روح ؟ مو انا سمحت لك ؟ تعال المكتب بسرعه
قلت بنفسي الحمدلله كل شيء يحدث بخيره من الله ، لم أذهب للجيولوجيا ولم يسمح لي لأعود لدوامي مره اخرى ، دخلت إلى مكتب صديق الوالد الحبيب ، وكان الوكيل المساعد الآخر موجود ! والذي صوته يشبه إلى حد ما – اقزوز كمارو – وبعد مدح من الاستاذ احمد للوكيل المساعد قال له ليس بيدي شيء ، تحدث إلى " عبيد "
اتصل على الوكيل وقال له بأنه هو الذي سمح لي بالخروج ! وبعدها توجهت لآخذ ورقتي منتصرًا على قرارته " الخربوطيه " ، وسبحان الخالق دخلت مره اخرى على ساعه اللغة العربيه ! وأنا اطرق الباب أسمعه يقول له وبكوا بكيًا شديدًا ! ودخلت لأسمعه يقول ويكمل جملته " لفصل يوسف " ابتسمت وقال لي نورت الصف يوسف لم أعلم أنني بهذا الشأن عند المدرسين
سمعت أحدهم يقول في الخلف بعد كل ما قدمه لادارة المدرسه وبعد كل هذا المجهود يكرمونه بهذه الطريقه ! فرحت عند سماعي لجملته فيكفي ان هناك من يقدر جهودي
وبعد انتهاء الدوام عاد صديقي من المؤتمر ليقول لي أن اسمي طبع على كرنيه المؤتمر ، وعندما لمحت اسمك سمعتهم يقولون ، " هذا مفصوووووووووووول " ,, لم يهمني انهم سحبوا الكرنيه ولكن سمعتي أمام طلبة المؤتمر باءت بالحضيض ، فهم لا يعلمون سبب الفصل اللعين !
قال لي " محمد عطيه " مدرسي للغة العربية ، يوسف انت انسان يحرم على الانسان معاقبتك ، ولكن تجري الرياح بما لا تشتهي السفن ، فكل شيء جديد يتم تطبيقه عليك !
لأسمع صوت صديقي في الخلف يوسف انت منحووووس

Sunday, February 1, 2009

وقفة على سورة الحديد



كثير منا من يجعل يومه كله مشؤوم بسبب ضيق أو حزن أصابه ، أو يفرح فرحًا شديدًا تجعله يظهر بصوره " مهرج " أمام الناس
فإن أصابه مكروه جعل من نفسه فريسة للحزن ويبدأ يومه بكل ضيق ونفسه تتحشرج وصدره يغلق أبوابه جاعلا الحزن كالطير الذي لا يستطيع الخروج من قفصه

أما إن زف إليه خبر سار تراه يضحك ويبتهج أمام الناس ,, فلا يستطيع كتم نفسه ,, مما جعله يقفز من شدة الفرح ! وظهوره كالمهرج أمام الناس !

فإن أصابتنا مصيبه فلنحمد الله ولنقل " لا حول ولا قوة الا بالله " ,, وإن زف إلينا نبأ يفرحنا فلنحمدالله على نعمته ونفرح "بالفرحه لأنفسنا ,, فبالحمد والشكر تدوم النعم ,, كما قال الرحمن " لئن شكرتم لأزيدنكم

فلنتعلم
عندما تصيبك فاجعه أو مصيبه أو يلم بك الحزن

لاتنسى أن ربك هو أقرب إليك ويعلم ما تكنه الصدور
بالصبر والتقوى والدعاء الخالص لوجه الله تعالى يفرج الله همك ,, فإن الله تعالى عند المنكسرة قلوبهم

يقول الباري عز وجل في سورة الحديد:
{مَا أَصَابَ مِنْ مُصِيبَةٍ فِي الأَرْضِ وَلا فِي أَنْفُسِكُمْ إِلا فِي كِتَابٍ مِنْ قَبْلِ أَنْ نَبْرَأَهَا (إِنَّ ذَلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيرٌ (22) لِكَيْلا تَأْسَوْا عَلَى مَا فَاتَكُمْ وَلا تَفْرَحُوا بِمَا آتَاكُمْ وَاللَّهُ لا يُحِبُّ كُلَّ مُخْتَالٍ فَخُورٍ (23

سورة الحديد هي من السور التي أثرت في نفسي ، وهذه الآية هي الآية التي أثرت شخصيتي

وانت , ماهي السورة التي أثرت فيك ؟

وماهي الآية التي أثرت في نفسك ؟

ولماذا ؟