Saturday, October 24, 2009

ذكريات ماضية - طفولتي الشقية #1

بداية أود من الجميع أن يسامحني على القصور ويعذرني
وثانيًا أود أن أقول لحبيب قلبي صديقي محمد عبدالله على كلماته التي ثار بها قلبي وقرأتها مرارًا وتكرارًا ، أسكبت دمع الفراق يابوجاسم
وثالثًا أنني في كل يوم تقريبًا سأضع بين أيديكم يوميات غربتي في مدونتي

http://5ar5sha.blogspot.com/

ورابعًا أصبحت ماكًا تشكنًا ، وأخيرًا فتحت صفحه بالفيس بوك
اكتب في سيرج الفيس بوك 
Yousef Alkandari

وخامسًا إهدائي لكم من رفعي الخاص ، هذه الانشودة اهداء من صديقي محمد ناصر ، حتى وانا هنا لم اغير نغمة رنيني ، لأتذكر كلماتها دومًا ، ولأتذكر الشخص الذي أهداني اياها 

والناس يعصونه جهرًا فيسترهم .. والكل ينسى وربي ليس ينساهم
يقول صديقي محمد ، انه من شدة تأثره بتلك الكلمات كان يريد فقط كتابتها بأحد الصحف حتى يتذكر الناس من يعصون



-----------------

سريعا ماتمر هذه الايام ، فكم جميل ان نتذكر ماضينا ، ونحن نؤمن بأن الأيام قد طبعت دروسًا في قلوبنا :)



اتهمني الكثير من الناس انني طفولي ، بسبب انني لما اكمل الثامنه عشر من عمري ، فكان ردي دوما انني اتمنى ان اظل طول عمري بسن السابعه عشر ، عشقت هذا العمر من كل قلبي ، كم اتمنى ان اظل بالسابعه عشر طوال حياتي


سأكتب لكم رحله ، هي اشبه بقطار جرى سريعا ، انها حياتي ، انه عالمي المكنون داخلي


طفولتي ، شقاوتي ، مراهقتي ، ايامي الجميله والتعيسه ، سنواتي التي مرت وطبعت ذكرياتها بقلبي



ابدأ بتدوينها لكم

 


عندما كنت في الرابعه من عمري ، كانت هي مرحلتي الاولى في رياض الاطفال ، اتذكر حينها استاذه لحن التي كنت اناديها استاذه لحم ، اتذكر كم كنت سعيد بالعاب روضتي حيث كنت اخشى لعبه التسلق ، وعندما تسلقتها مع اصحابي كنت اقول لهم  هذاك بيتنا

اتذكر انني كنت آخذ ' النيلون ' الذي يغلفون فيه الفطور ، وكنت استمتع بالصوت الناتج عنه ، فاستمتع بأذيه الاساتذة

اتذكر سائق بيت خالتي ' برقيان ' الذي كان يقلني من روضتي ظهيره كل يوم

اتذكر جريمتي الاولى ، حيث كنت اصنع بيتا انا واختي من ' مخدات ' و ' كنابل ' البيت ، فبقي في المنزل ' كنبل ' واحد الذي يتلحف به اخي الاكبر عبدالله! قلت له ' عطني ' ليقول لي ' ولي ولي ' لاقول له مهددا ' يعني ماتبي تعطيني ها ' ، لاذهب مسرعا لمطبخ المنزل واخذ ' الهاون ' ولسوء الحظ كان مصنوعا من الحديد ، ' طربااااااااااااخ ' ولم ارى الا دمًا ينزف من رأس أخي





عندما كنت في الخامسه من عمري ، كنت اتوق الى التغيب والتعذر عن الروضه ، اتذكرخالتي الحبيبه عندما كانت تأخذني صباح كل يوم من منزلنا 
، اذكر في يوم من الايام ، قررت الاختباء حتى اتمكن من التغيب ، سمعت ' هرنات ' السياره فاسرعت لاختبء خلف الباب واسمعهم يقولون يوسف ، يوسف ! ركضت مسرعا للسطح واختبأت هناك ، فاسمع خالتي تقول يوسف يوسف ، اختبأت وراء الباب ، لان خالتي دخلت للسطح ، نزلت مسرعا للاسفل وجعلتهم يبحثون عني في الاعلى ، اذكر ان اخر اختباء كان لي ، كان خلف باب الحمام ، مرت نصف ساعه وانا لا اسمع اسوى يوسف يوسف ! ، مللت وسأمت من خطتي للتغيب ، فخرجت من خلف الباب معلنا ظهوري ، شاهدتني خالتي وبكل براءه قلت هلا ! لتعطيني ذلك ' الكف ' الذي يصعق ' كف ' نابليون بونبارت ! لم و لن انساه ، بالطبع احمر وجهي خجلا على فعلتي وكانت الدمعه في عيني فخشيت البكاء ، وذهبت رغما عني لروضتي وكانت هي المحاوله الاولى والاخيره للتغيب !

اتذكر في هذا السن انني كنت لا ازال اشرب الحليب من ' المميه ' فعند دخول ابن الجار للبيت صباحا ليذهب معي ، كنت ادعي كرهي ' للمميه ' لابين له انني كبرت ! كنت اقول للخادمه ' انا كبرت الحين حطيلي الحليب بالقلاص !'

اتذكر في اواخر السنه للروضه انني ضربت صديقي بجنطتي عن دون قصد ! فبكى واشتكى للاستاذه! ونظرا لاني كنت احبهم جدا ، لم انسى توبيخها لي

اتذكر صديقه الطفوله خديجه التي كنت اعشق اللعب معاها

واتذكر صديقتي وجارتي عهود التي كنا نتشاجر دوما على اللعب معا

اتذكر صديقي عبدالله حسين واتذكر صديقي مبارك واتذكر بدر خميس الذي كنت اناديه صدام

اتذكر جريمتي الثانية عندما حرقت غرفه الخادمه . لطالما كنت احب صنع الحرائق واحب رائحتها ! فكانت امي دائما ما تخبأ علبه الكبريت عني ، ولكن كانت فرحتي التعيسه قائمه عندما شاهدت علبه الكبريت على الطاوله بغرفه الخادمه ! ، اشعلت اول واحده لاحرق الصحيفه التي كانت على سطح الطاوله ، نفخت ونفخت الى ان انطفأت ، اعجبتني الفكره ، كررت فعلتي مره اخرى ! ، لاطفأها مره اخرى ، وكررت الفعله للمره الثالثه ، ولان الفكره اعجبتني قررت ان اجعل النار تكبر حتى اطفأها ، ولكن لن تسلم الجره في كل مره ، كبرت وكبرت ، فحان وقت النفخ عليها ، نفخت ونفخت الى ان ذهبت كل انفاسي ، وعندما عرفت انني بمأزق وورطه ، ذهبت الى الصاله بهدوء ، كان اخي عبدالله حينها في الصف الاول المتوسط ، عند دخولي سمعته يبكي ويقول ' مو فاهم موفاهم ' هذه هي عاده اخي عندما كان صغيرا ، عندما لا يفهم شيء من دروسه ، يبكي ويقول ' مو فاهم ' ، توارثت هذا الطبع منه في طفولتي طبعا

جلست في الصاله بكل براءه وهدوء ، اسمع شرح امي ونشيخ اخي ، انتظرت ريثما تنتهي امي من الشرح ، لاقول لها ' يما ' لترد علي منفعله من تأثير تدريس اخي

' نعععم '

رددت عليها

' يما ترا غرفه سوتي قعد تحترق والله مو انا '

انصدمت والدتي ' شنووو

يما والله مو انا !

نهضت امي من مكانها مسرعه واخي يقول ' بسرعه بسرعه ' ، واحضر معه ' بريج ماي ' ، ولله الحمد اخمدت النار بسلام ، وبعدها توالت ' زفات ' الوالده ، اذكر ان ربع جواز السفر للخادمه احترق

اذكر لحظه تأخر والدي عن احضاري ، اعتدت ان يحضرني اول اخوتي ، ولكن تأخر ساعه فبكيت وبكيت الى ان نمت نوما عميقا لاستيقظ على يد استاذتي

أذكر انني أردت الخروج من روضتي لسبب خروج صديقي ، فبكيت لانه خرج وركضت الى الباب مسرعا ليمسكني حارس روضتي

أذكر صديقي علي التليله كما اسميته واذكر صديقي انس

اذكر لحظه تخرجي من الروضه عندما نلت شرف تمثيل بطوله الحفل ، حيث كنت ' صعيدي ' بشنبي الجميل


=)

يتبع




Tuesday, October 13, 2009

مرحبًا أمريكا !

أشرقت شمس الوداع : )


دائمًا ما أتحفظ على قول بعض الأحلام التي أحلمها ، وازداد الأمر تحفظًا بعد ظهور سيدة الأحلام " سلوى " ، فخشيت عند قولي أي حلم من الأحلام أن " يضغطني " أحد الشباب ويقول لي " شدعوة يبا صكيت على سلوى " ، أتذكر قبل سنتين أنني من شدة إعجابي بعرض كوبر فيلد في الطيران ، أنني حلمت بأني أطير في ساحات المدرسة ، وفي البيت وفي كل مكان ، وكنت أطفو على سطح الهواء كما أطفو على سطح البحر ، تكررت هذه الرؤيا في أيام إعدادي لعدة السفر ، حيث حلمت بأنني أطير بين أسطح الجيران ، فسبحان الله كان تفسير حلمي أني سأسافر وبالفعل ، تلك الرؤيا التي مضت عليها تقريبًا سنتان قد تحققت ، وها أنا اليوم أجوب شوارع منطقتي بولدر في ولاية كولورادو الأمريكية

قبل سنة تقريبًا شهدت فراق شخص عزيز على قلبي ، فحينما أردت أن أبين له كم كان أقرب الناس لي ، وكم سأشتاق له ، كان رده باردًا بالنسبة لكلماتي ، فكنت دائم الحديث عن فضله تجاهي وعن مواقفه ، وعن كل شيء ، فكانت ردوده غالبًا ما تكون أنه يعلم ذلك ، فكأنه يريد أن ينهي حديثي بأي طريقة

سبحان الله ، مرت السنوات ولم أشعر بها ، فعندما كنت أحدث ذلك الشخص كان يسألني عن هدفي بعد الثانوية ، فكنت أرد عليه أني أنوي الدراسة بأمريكا

لقد شعرت بما كان يشعر به العزيز على قلبي ، وشعرت بكم هي قاسية كلماتي التي كنت اقولها له ، وكم كانت تضغط على قلبه



الثلاثاء
29-9-2009
على أصوات أذان المغرب ، كنت مع والدي وصديقي لحجز تذاكر السفر لمدينة دنفر عاصمة ولاية كولورادو الامريكية



الأربعاء
30-9-2009
لقد مرَّ شهر أو أكثر وأنا والنوم في خصام مستمر ، كان نومي لا يتعدى الخمس ساعات في اليوم الواحد ، فأحيانًا أنام ثلاث ساعات وأشعر أنني قد نمت يومًا كاملا ، وجسمي المسكين كان يعاني من التعب المستمر بسبب الأرق الغبي ، في كل يوم أفكر بماذا سأكون ، ومالذي سيحدث ، أفكر بعائلتي ، بأختي ، بأمي ، بأصدقائي و من يعز على قلبي ، أفكر بالحياة من دون رؤيتهم ، أفكر بمالذي سأصنعه من دونه
لم أشك بقدراتي نحو تحمل المسؤولية ، ولكن كنت أشك بقدر ما سيتحمله قلبي من الضغوطات ، فإن كنت في بلدي وبين أسرتي أكاد أُجن من التفكير ، فكيف هو الحال في الغربة
كان يومًا شاقًا بالتفكير كعادته ، ولكنه مضى سريعًا بسبب رحلتي للمدرسة لتوديع أحباء قلبي أساتذتي






الخميس
1-10-2009
لاشئ أحلى من الاجتماع مع العائلة الكريمة ، ولكن لاشئ أصعب عندما تسمع الجميع يودعونك
كان يومًا حافلا ، مشوقًا وجميلا ، الجميع صار يتبادل الحديث معي على موضوع دراستي في الخارج ، وونصائح تكاد لا تنتهي يستمع لها قلبي قبل عقلي




الجمعة
2-10-2009





أصبح هاتفي لا يسكت من العدد اللامتناهي من الاتصالات والمسجات من قبل الجميع ، كلما اتصل بي احدهم أشعر بالعبرة تخنقني ، عندما أسمع صوته وهو يقول لي كلمات أشعر بأنها أكبر من حقي
في هذا اليوم شعرت بكم الضغوط التي كان يواجهها من يعز على قلبي قبل رحيله في العام الماضي ، علمت حينها بأن القلب ليس إلا فتيلة تشعلها شرارة من البوح
الجميع صار يبوح لي بأسراره تجاهي ، تلك الأسرار التي مررت بها معهم في مواقف كثيرة ، يحدثوني بأن تلك المواقف التي سجلتها بحقهم كانت كبيرة لقلوبهم ، بينوا لي مقدار المعزه التي كانوا يكنونها لأجلي ، في ليلة هذا اليوم الأرق افترس مقلتي وخنقتني العبرات ولم انام حينها الا ساعتين أو أقل






السبت
3-10-2009

كان موعدي اليوم متقرر بالاجتماع مع عدد قليل من الاصدقاء في ستار بكس كيفان ، كنت مع صديقي الذي سيرحل معي ، انتظرت قدوم أصدقائي ، لم تمر نصف ساعة حتى اكتظ المكان بأصدقائي ، لم أصدق أنهم جميعًا أتوا لأجلي ، أتوا تقدرًا لي ، أتوا احترمًا لصداقتي معهم ، ظننت أنني سأرى بعضهم بسبب ظروف البعض الآخر ، ولكن الصدمة كانت أن جميعهم بلا استثناء أتوا ، منهم من اعتذر لأجلي ، ومنهم من فعل المستحيل كي يأتي ! ، كتمت أنفاسي عند رؤيتهم جميعًا ، كان قلبي يتراقص وأنا اشاهدهم جميعًا بقربي ، يسلمون علي ويتبادلون الحديث معي ، ولم أحسب حساب تلك العبرات الغبية ، تلك العبرات التي كانت تلازمني منذ اسابيع طويلة وأنا أتخيل فراق أحبابي
ماهي أصعب لحظات العمر ؟
أصعب لحظه عندما ترى الجميع من حولك يودعونك ، ويشيدون بك ، ولا يكفو عن الحديث عن مواقفك معهم


لم أدع أي منهم يذهب حتى لممته إلي قلبي ، وأنا أهمس له سأشتاق لك
كانت من أصعب اللحظات عندما بادرني أحدهم بالأحضان وهو يهمس بأذني ، لا تزعل ولا تتضايق مني لأنني لم اقصد الاساءة لك ، والله يعلم كم أعزك وأحبك ، وأدعو لك
هل تعلمون لماذا كانت هذه أصعب اللحظات ؟
لأن هذا الشخص أساء إلي من دون قصد وهو لا يشعر بذلك ، ومن ثم ننصدم بأنه يكون أول الحارصين على الحضور لتوديعي ، وكان دائمًا ما يدعو لي بكل خير


كانت الدموع تشق طريقها على مقلتي ، وأستبدلها بابتسامة صفراء ذابلة لا طعم لها، نعم احببتهم ، ونعم الاصدقاء انتم

-----


كنت في السيارة في ساعة متأخرة من الليل برفقة صديق قلبي ، فإذا باتصال من احدهم كان بين المتواجدين لتوديعي ، قال كلمات وماهي بكلمات ، كنت أتمنى أن اقول له اسكت ! ، فلم يقوى لساني ، فتحت باب السيارة لأدع قلبه يتحدث ويقول تلك الكلمات التي لم يقوى على قولها عندما كانت نظراتي معه
كلمات كانت أكبر من حقي ، فرحت من كل قلبي لاتصاله ، دمعة تلو الأخرى تحاول أن تكسر حاجز صمتي وهو يتحدث ، لقد عرفت حينها بأن هناك أناس لم ولن ينسوا قيمة العطاء
سجدت سجدة شكر لله على نعمة أصدقاء أمثالهم ، وعلى نعمة أناس لم ولن ينسوا ما بذله قلبي لأجلهم ، لقد أحببتهم بصدق

----


مرت الساعات ، لم يتبقى إلا ساعات قليلة على آذان الفجر ، وموعد طائرتي في الثامنة وكان من المستلزم علي التواجد هناك في السادسه
تعبت ! ، فأنا في الأيام الماضية لم أنم شيئًا وخاصة في الليلة الماضية نمت مجرد ساعة ونيف من الدقائق ، بعد أن انتهيت من أداء فريضة الفجر ، بدأت بالسلام على من كان بيميني ، ليسألني  الحين مسافر ؟  ، قلت له بوجه بشوش وكلي تفاؤل من هذه السفرة  نعم !!  ، نهظ الجميع واقفًا ليسلم علي
أنه أصعب لحظه وداع مررت بها ، لقد شاهدت الجيران و الأحباب من كبار السن إلى أصغرهم يقفون على قدمهم ليسلموا علي ، والجميع يوصيني  حط بالك على نفسك صعبة ، صعبة هي تلك اللحظات
تخيل أن تكون في مكان يحتوي الكثير من الناس ، فجأه يقف الجميع لتوديعك ، ولم يكن هذا المكان بأي مكان ، بل كان المسجد ! ، يقف فيه خيرة الناس وأحببهم إلى قلبي ، البعض منهم يهمس لي بأني خير جليس لهم ، والبعض الآخر يهمس ويعبر عن معزته الشديدة لي ، والبعض الآخر يقول لي بأن محبته لي كمحبة إبنه ، ومنهم من احتضنني وهو يقول أستودعك الله الذي لا تضيع ودائعه
لقد كانت أحلى الأوقات ، الأوقات التي أقضيها برفقتهم ، وبسماع خطبة " شحته " و مرافع الأذان على صوت " شعبان " وبسماع قراءة " سعد " و قراءة " بو مشعل " 
كم اشتقت لهم

يلا مع السلامه

بتلك الكلمات خرجت ، مستديرًا للباب ، وأنا أسمعهم يقولون  بحفظ الله
سبق الجميع أحدهم ، وخرج ينتظرني ، ما إن خرجت حتى قال لي ، حافظ عليها ، كان يقولها ونظراته تدل على أمله وفخره ، رددت عليه طبعًا أكيد

--------


هي السفرة الأولى التي سيطيل فيها غيابي عن أسرتي ، فكانت أصعب اللحظات هي وداعهم
بعد إلحاح مستمر على أمي في عدم قدومها للمطار لتوديعي ، أبت وردها كان حازم معي بأنها ستأتي ! ، لم أكن أريدها لتأتي لأنني لن اتحمل منظر وداعها في المطار : ) ولكن هذه الحقيقة غافلت أمي
كل النظرات كانت تتخطفني في المنزل ، والكل يترقب لحظه الوداع ، أعددت العدة ووضعتها في السيارة ، كان أحدهم سارحًا بتفكيره وعيناه أغرورقت دمعًا ، صددت عنه فلم تتحمل عيناي منظر تلك النظرات ، أشحت عنها وذهبت مسرعًا لمكان آخر كي لا أرى تلك النظرات التي امتلئت بالدموع
ذهبت للسلام لوالدي أولا ، ومن ثم أخوتي ، أيقضت أحدهم من نومه لأنهال عليه بقبلة على رأسه وأنا أقول له " حط بالك على نفسك وشد حيلك بالدراسه " ، وطوال تلك الفترة وأنا أحاول قدر المستطاع أن أطرد شبح التفكير عني ، أريد أن أكون قويًا بما يكفي كي أتحمل لحظه الوداع ، أريد أن أودعهم بابتسامة عريضه ، ابتسامة كلها تفاؤل وعزم وطموح ، ولو كانت على حساب دمعة أحبسها فلا مانع ، كان الأهم أن أبتسم لهم
.
.
ليش ماخذ هذا
ليش مو حاط هذا
الجنطه ثقيله
اخذ جاكيتك
.
.
ضحكت من قلبي ، وقلت سأشتاق لــ"تحلطمك " يا يبا
في طريقي للمطار اكتم تفكيري ، واطرده بعيدًا ، فهذا ليس شئ جديد فلطالما تعلمت التناسي ! ، واليوم اتناسى التفكير قليلا ريثما أركب طائرتي
الصدمة ! كانت عند وصولي للمطار بربع ساعة كنت أنتظر أخي الأكبر حيث سيعطيني بعض الأوراق ، ولكن كانت المفاجأه أنه ليس لوحده !! فقد كانت برفقة أبناء عمي أحباب قلبي
وكانت الصدمة الثانية ، أن صديقي كان هنا من أجل توديعي
ودعتهم ، وقبلت رأس والدتي معلنًا عن دخولي لقاعة المغادرون



------




في الطائرة






لا يشعر بلذة النوم ، إلا من شعر بالأرق
لم أنام يومين ! ، فحقيقة كان التعب يحالكني ، ما إن جلست على مقعدي حتى طأطأت رأسي وحاولت النوم ، استيقظت وسألت من كان بجنبي ،  طارت الطيارة ؟ ،، ضحك قليلا ثم قال يبا الحين بيحطون الريوق قوم صحصح !  ، تحسفت أنني لم أنم شيئًا ، ولو كان الأمر بيدي ، لنمت طوال الأسابيع التي قضيتها في حبيبتي الكويت





لا أذق طعم الطعام أيام ، حتى في الطائرة فقدت شهيتي ، وكم كنت أشعر بالغثيان





تغلبت على الملل بمشاهدة محطة " كارتون نت وورك "  إلى حين وصولي لمطار هيثرو ، حيث سأنتقل بعدها إلى مطار مدينة دنفر بولاية كولورادو الأمريكية


--------
الوصول إلى هيثرو








حالكني التعب ، فياليت كان باستطاعتي النوم !


-------


الإنطلاق إلى دنفر


خمسة عشر ساعة هو زمن الوصول من هيثرو إلى دنفر
صحيح انني كنت في قمة الملل ، إلا ان تلك الأوقات مرت


------


ولكم تو أمريكا


لم أتوقع أن اجراءات التفتيش ستنتهي بسرعه ، بل لم اتوقع انه ليس هناك أي تفتيش  
كان باستضافتي صديقي المدون أنور صاحب مدونة النويصيب



وكأن مؤشر الحرارة يقول لي لم ترَ شيئًا !!
وحقًا ،، مرت أربعة أيام حتى صارت درجة الحرارة ستة تحت الصفر


وبعد الابتعاد كل هذه المسافة عن حبيبتي الكويت ، لم تبتعد أصالة الشعب الكويتي
قاموا بضيافتنا على أكمل وجه 

  


------


مرحبًا بولدر !


ها قد وصلنا لمنطقتي الخلابة ، حيث تقطن فيها جامعتي





كنت أتوق لرؤية المكان الذي سأدرس فيه



منظر من الجامعة






-------

شكرًا لعائلتي التي وقفت بجانبي وساندتني
شكرًا لأساتذتي الذين لم يقصروا بحقي يومًا
شكرًا لأصدقائي ، ونعم الاصدقاء أنتم


تبعثرت الكثير من الكلمات عن وصف ما حدث لي في أيام لم أقوى فيها على الحديث !


شكرًا للمدون " النويصيب " على استقبالي في مطار دنفر ، وعلى كل ما بذله ويبذله لأجلي ، شكرًا لك لن أنسى لك هذا الجميل


شكرًا لجميع المتابعين





وشكرًا  لمذكراتي 


-----



حبج يسري بعروقي :**