Tuesday, November 24, 2009

ما الذي تغير ؟




سأغيب عن ساحة بولدر ( كولورادو ) الدراسية ، إلى أجواء لونق بيتش ( كاليفورنيا – لوس انجلس ) ، شهران لم أرى فيهما منظر البحر ، وهذا العيد سأقضيه على نسمات البحر

عيدكم مبارك


وكل عام وأنتم بخير


-----------


لطالما أحببت الجلوس مع نفسي وأختلي بالتفكير ، حاولت أن أتذكر منذ متى وأنا على هذا الحال ؟ منذ متى وأنا أفكر لوحدي ؟ متى كانت أول مرة يزورني فيها الأرق ويعبث بقلبي التفكير ؟


تذكرت أحد المواقف التي لم تغيب عن ذاكرتي يومًا ، أتذكر حينها كنت في الصف الرابع الابتدائي ، حين عم بيتنا السكون والصمت ، وبات الكل نائمًا ، إلا أنا ! ، بقيت مستيقظًا ، أداعب الأرق بعينايا المفتوحتين ، أفكر بأحد الأحلام الذي قالها أحدهم ، وأتخيل والدي معي !! ، فجأه سمعت أحدهم يمر في الممر المؤدي لغرفتي ، وإذا بأبي ، وقف عند باب غرفتي يراني ، متعجب لأنني مستيقظ لهذا الوقت المتأخر من الليل ، كنت مستلقيًا على ظهري ، ابتسمت لوالدي ، فدخل غرفتي بصمت وطبع قبلته على رأسي ، ليخرج من الغرفه بصمت مرة أخرى .


هذا الموقف لم انساه لأنني كنت أفكر بأبي حينها ، وكنت في التاسعة من العمر ، دخل علي والدي وكأنه يعلم بأنني أفكر به ، وطبع قبلته على رأسي وكأنه يدري بأنها ستخفف فكري وعاطفتي


الدنيا تتغير ، والعالم يتغير ، والظروف تتغير ، وحياتنا بمرور الوقت تتغير ، وأنا اليوم طريح الفراش ، رأسي مثقل بأفكار طردتها ، هربت منها ، والآن أرى أن الظروف قد تغيرت ، تفكيرك بأحدهم كل يوم لا يعني أنه سيزورك ويقبل رأسك على تفكيرك به ، أو لا يعني أنه سيكون على علم بذلك ، فعلى قدر ما تفكر بهم وتدعو لهم ، قد يأتون لك ويقولون لك أنك تغيرت ، أو يضعون حجر بثقل جبل على قلبك ويقولون أنك نسيتهم


لو كان قلبي ينساهم لنسيتهم .. لكن قلبي لهم والله قد ألفا


ما الذي تغير ؟


لم تمضي سوى أيام على اكتمالي لسن الثامن عشر من عمري ، خلال السنوات الماضية كنت أتمنى أن أرى نفسي في هذا السن ، ماذا سأكون ؟ وماذا سأصبح ؟ ، وأنا اليوم أعتبر نفسي بقايا أحلام
كثير ما نحلم ، وكثير ما نكسر الحواجز بأحلامنا ، فمن السهل أن نحلم ، ولكن بعد ما نضع كل ما فينا لنصل إليها ، ونفعل كل ما بطاقتنا لها ، تأتينا صفعة الزمن بأن تقول لنا من المستحيل تحقيقها ، هنا ستتلاشى طاقتنا التي كنا نبذلها نحو الطموح والأمنيات والطموح .
قال لي أحدهم عندما كنت أصفح له بأحلامي ، " احلم ترا الحلم ببلاش " ، حينها كنت أحزن لانه لا يرى هذا من منظور الطموح ، وأننا إذا بذلنا لأحلامنا كل الأسباب سنصل لها بإذن الرحمن ، لقد كنت متمسكًا بالأمل دومًا

وصلت اليوم لهذا السن وأنا أرى ما خطه قلبي وعقلي وفكري من أحلام وطموح ، رأيت الكثير يتلاشى أمامي وأنا لا أستطيع أن أعمل أي شيء ، كنت أكتفي بالآلام التي تحيط قلبي ، علها تصحيني في المرة المقبلة فلا أبذل كل طاقتي من أجل حلم من الأحلام .


تعلمت حينها أحد أهم الدروس في حياتي


ن.. الحياة ليست بناء للأحلام وإنما هي واقع ملموس ، فلا تبني حياتك على أحلام ، فقد تتناثر الأحلام وتتناثر حياتك معها


هذه أحد مقولاتي التي أضعها اليوم أمامي حتى لا يتكرر الخطأ .


لن ولن أضع أحلامي بمرتبة الفشل ، فلقد حققت أحد أهم الأحلام والتي كانت أحد أهدافي الحياتية ، طوال حياتي الدراسية في المرحلة الثانوية وأنا كنت أحلم بالدراسة في الخارج ، فها أنا اليوم في أمريكا لأحقق أحد أهم أهدافي


الأمل هو الشيء الوحيد الذي تتمسك به لتتمنى خلاصك من تجربة ثقيلة ، وهو الشيء النابع من الإرادة والعزيمة القوية لحظة الفشل ، مهما كان فشلي في بعض المواقف في الحياة من الناحية العاطفية أو العقلية سأكون على يقين بأن الإنسان لا يعلم أين خيرته والله يعلم ونحن لا نعلم


صحيح أن كثير من أحلامي تلاشت ، وكثير من الطموح صارت في مهب الريح ، إلا أنني تعلمت أن أبني حياتي على واقع حتى لا أنصدم بما يخفيه المستقبل


جميل أن نحلم ، ولكن الأجمل أن نرجح عقولنا على واقعنا في الأحلام
دمتم بود




Saturday, November 21, 2009

تبًا لك يا غربة




يوم عن يوم يزيد احترامي وتقديري لصفحات مذكراتي ، التي سطرت مواقف في هذه الحياة لن أنساها .


لم يتقبى سوى أيام قليلة وأنا سأودع سن السابع عشر ، لأدخل مرحلة جديدة في حياتي


يستغرب الكثير من حولي أنني حزين ! على توديعي لسن السابع عشر ، لقد كانت أجمل مرحلة في حياتي ، كبر عقلي ونضج فكري فيها ، شعرت فيها بأني أسبق عمري بعشرات السنين بسبب المواقف التي مررت بها


ماذا تعلمت اليوم من غربتي ، وقبل توديعي لسن السابع عشر ؟


رأيت طبيعة النفس البشرية ، رأيت ثعالب تمكر للحصول على مصلحتها الخاصه ، رأيت عقارب تتملق للسعي وراء مصالحها ، رأيت الابتسامة الخبيثة ، يبتسم لك ومن خلف ظهرك يتحدث عنك !


لن ولن انسى ، ما قد خطته يدي على صفحات مذكراتي عندما مررت بأحد المواقف ، فقلت من صميم قلبي أن للنصيحة من يشتريها


إن للحياة مواقف كثير مع أناس كثيرين ، والمواقف لابد لها وأن تحصل ، والجميل في الأمر أن تلك المواقف قد تحدث لك مجددًا ، ولكن ستبتسملها : )


ستبتسم لأنك مررت بها مسبقًا وأخذت موقفك منها ، وتعلم كيف ستصرف

-----


قبل السفر بأيام .. بعد صلاة العصر .. أسمع أحدهم يناديني بعدما تبقى في المسجد سوى القليل من الناس .. كان جالسًا بيده مصحفه .. بدأ حديثه لي بعدما جلست بجنبه .. يوسف ! انت حسبت ولدي ومحبتي لك كمحبتي لولدي .. والله اني احبك في الله واخاف عليك .. اهتز قلبي حينها اكتم انفاسي .. شخص كبير في السن .. صاحب خبرة وحكمة في هذه الحياة .. والله يعلم انني لم انسى كلماته إلى يومي هذا .. وكلماته دائمًا ما تتردد على مسامعي .. كان من ضمن نصائحة .. إحذر ! إحذر .. أن تفشي بأحد اسرارك لأي كان في غربتك .. فقد يكون عدوًا لك وتصبح ممسكًا عليك


الحمدلله .. الحمدلله .. الحمدلله .. على نعمة المسجد .. لن تشعروا بقيمة كلامي إلا أذا احسستوا بفقدانه .. كنت دائمًا ما أجلس لوحدي فيه .. رزقني الله فيه محبة ناس أنقى من الذهب .. اشتقت !

 لمذكراتي من كلامه نصيب !


سبحان الله في التاسع والعشرين من ابريل الماضي .. كتبت رتوشات من صفحات مذكراتي .. فكان من بينهم 
ن.. مهما كان دافعك للبوح بأحد أسرارك أكتم ذلك الشعور ، فليس هناك من يصون السر فربما يأتي يوم من الأيام ويعايبك بهذا السر ، ويصبح هذا السر الذي أبحته له في أحد الأيام ممسك يعايره فيك ، ويضغط فيه على قلبك




وكأنني أتحدث عن واقع أعيشه في يومي الحالي


------


عندما تشتاق ، تضطر أحيانًا أن لا تبين كم من الشوق تحمل في قلبك ، تمر أيام تنام فيها القليل من شدة شوقك لهم ، ولكن مع هذا تخفي هذا الشعور عنهم ، لأنك تريد أن تبين لهم أنك تستطيع تحمل الوحدة ، وأنك قوي بما فيه الكفاية حتى تتصدى للشوق الذي يغزو قلبك


نعم اشتقت لكم ، نعم اشتقت لكم ، وكاد الشوق يقتلني ، واختنق القولون حزنًا


يسائلوني ، فأسائل نفسي بقول الحمداني


أراك عصي الدمع شيمتـك الصبـر
       أمـا للهوى نهـي عليـك ولا أمـر*


بلى، أنـا مشتـاق وعنـدي لوعـة**
      ولكـن مثلـي لا يـذاع لـه سـر


*( يسائل الحمداني نفسه متعجبًا بقول أنه يعصي دموعه ، فهل للحب والشوق تأثير عليه ؟ )


**( اللوعة هي الحب الشديد )


------------


على الرغم من كل ما شاهدته عليهم من مواقف تجاهي ، إلا أنني ابتسم !


أبتسم لانني أنا من يثق بشخصيته ، وليس هم من يحددوا شخصيتي


أبتسم لأن إبتسامتي نصر لكل من حاول أن يتخبث ولم يستطع


أبتسم لعدوي ، لأن ابتسامتي كالنار تغلي قلبه


أبتسم لأنني لا أريد أن أخسر عدو أو صديق


أبتسم لأنه بابتسامتي كسر لحاجز عداوة الناس لي


أبتسم لأن الابتسامة صدقة






Thursday, November 5, 2009

ذكريات ماضية - مرحلتي الابتدائية #2


 أعتذر عن الانقطاع في هذه المدونة العزيزة على قلبي ، فأنا أكتب بشكل يومي في
مدونتي الأخرى


فيس بوك 

Yousef M. Alkandari

--------- 

سبب هذه السلسلة هو وداعي لسني السابع عشر ، الذي سوف يحين بعد أيام

يوم عن يوم يزيد احترامي وولائي وتقديري لسني السابع عشر ، انه السن الذي به
 اشعر أن عقلي قد سبق سنه عشر سنوات ، تمر الكثير من المواقف الحياتية نتعلم منها ، وقد تكون معظمها تكبرنا سنًا



أكمل سلسلة مذكرات سنين حياتي التي رسخت في ذاكرتي






------


خانتني الذاكرة حين سردي لبعض المواقف ، ولكن لا بأس بالاحتفاظ بها ، وبدأ سرد ذكريات المرحلة الابتدائية


عندما كنت في السادسة من عمري ، كانت هي أول أيام دخولي للمدرسه ، كان الضيق يعتليني كنت برفقة والدي اسمع اصوات الطلاب في فصلي يبكون ، كان بقربي أحد الزملاء أتذكر ان الطاولات كانت لشخصين ، كنت أسمع أصوات البكاء ، وأنا اكتم دموعي ، أشعر بأنه مكان غريب ، بكى زميلي الذي كان بقربي ، وما إن سمعته يبكي حتى انهالت دموعي التي كنت اكتمها ، فضحك والدي حينها وكان يقولي لي " ميخالف بابا راح تتعود " ، أذكر حينها بان أخي الأكبر عبدالله كان في الصف الثاني المتوسط وكانت مدرستي مشتركة – لحسن الحظ – وكان دائمًا برفقة ابن خالتي عبدالله ، كانوا دائمًا معي ، كنت اخاف الذهاب بعيدًا عن فصلي حتى لا افقد طريقي اليه ، فأخذني أخي إلى مكان مهجور في المدرسه فازداد خوفي وانا اقول له " ردني ردني " ، أذكر في اليوم الأول أنني كنت انتظر جرس الخروج للمنزل ، وما ان سمعت الجرس حتى ركضت للباب ، كان الطلاب كثر ، لم يصدقوا سماع الجرس ، فأصبحوا كبرنامج " الحصن " يركضون ويركضون ، سقطت أرضًا ، ولسوء حظي أثناء هجومهم على الباب ، فكانت ركلاتهم من نصيبي ، تدممت يدي ، إلى أن رأيت أحدهم يمد يده لي ويحملني ، لقد كان أحد الاساتذه ، وما ان حملني حتى رأيت والدي ينتظر خروجي " ابوي ابوي " ركضت مسرعًا باتجاهه ، ربما كان يومًا تعيسًا ولكنه جميل بالذكريات


أذكر جاري وصديق أخي علي ، أذكر كيف كنا نقضي أوقاتنا جميعًا فوق السطح الذي عشق الحمام منذ صغره ، اتذكر انه كان يعلمني على اسمائهم وكنت دائمًا ما اسئله عن اسماء الحمام ، وفي اليوم التالي أنساها


أذكر كيف كان والدي يعشق كرة القدم ، وزرع حبها في قلوبنا ، كنا جميعًا نذهب للمشى برفقة ابناء عمي ونلعب الكرة يوميًا ، أذكر أن والدي هو الذي تطوع بشراء الحديد والإسمنت لبناء ملعب ، أذكر هدفي الأول أثناء المباراة عندما مررها لي والدي ودخلت الهدف لأسمع أبناء عمي في الفريق المضاد يقولون لحارس مرماهم " يوسف يقول عليك ؟ "


أذكر كيف كان منزل عمي وقت البناء ، أحببت الذهاب إلى بيتهم والجلوس لسماع قصص الرعب التي كنت لا أنام منها ، أذكر كيف كنا نذهب ليلا لنلعب كرة القدم ، كنا في حالة ادمان لها


أذكر ان في فترة الامتحانات كنا نضع الشنط على الطاولة حتى تفصل بيني وبين زميلي الذي في نفس طاولتي ، وكان يقولون لنا " لاتغشون " والأوراق بقرب بعضها


أذكر أصدقائي الذين كانوا معي من الروضه عبدالله حسين ومبارك


أذكر وفاة عمي رحمه الله ، كنت في حالة صدمة لم اعيشها طوال حياتي ، كنت أرى دموع الكثير من أقاربي ، كان عمي أكثر الناس المقربين لوالدي ، بعد أيام قليلة داومت لمدرستي ، كانت ساعة تعمها الهدوء والسكينه ، تذكرت عمي ، تذكرت فترة العزاء ، تذكرت وجوه أقاربي حينها ،، انهلت على طالتي وبدأت أجهش بالبكاء ودموعي تنزف بحرارة ، بكيت ، بكيت كثيرًا ، بكيت كبكاء طفل أخذوا لعبته المفضله من بين يديه ، سألني صديقي " شفيك " ، ولا شيء يجيبة سوى دموع ونشيج ، في وسط الدموع حملني مشرف القسم إلى ناظر المدرسة ، ليسألني " شفيك ؟ " ، أقولها وقلبي يعتصر حرقًا ، أقولها ووجهي مغطى بالدموع ، " عمي توفى " ، كان عمي الوحيد بعد وفاة عمي يوسف الذي اسموني بإسمه


أذكر حفل تكريمي من الصف الأول الابتدائي ، وحفل تكريم أخي عبدالله من الصف الثاني المتوسط ، أذكر انها كانت ذكرى جميلة ، حضور والدتي كان يعني لي الكثير


أذكر كيف كنت أتهرب من الباب الخلفي عندما أرى والدي يريد الذهاب للجمعية مشيًا ، كنت أذهب إليه من الباب الخلفي لمنزلنا حتى أضعه أمام الأمر الواقع وأذهب معه ، ولو أن بعض المرات كان يضطر لإرجاعي للمنزل


أذكر كيف كان جدي يداعبني دومًا ، أذكر عند ضربي لأخي الأصغر كان يربطني بقدمية ويمسك يدي ولا يفلتني حتى أبكي


أذكر تلك الكور التي كان يعطيني أياها في كل مرة ذهبت لمنزله


أذكر ألعاب خالتي التي كانت تضعهم في بيتها ، كنت أذهب للمخزن خلسة وآخذهم ، وأقول لها " خالتي ترا خذيت هاللعبة " ، كانت دمية بها عصاة تمسكها بيدك لتتحكم بها وتمثل مسرحية


أذكر حبي الشديد لشاطئ الشويخ ، ورؤية يوم البحار و فندق السلام الذي كان عبارة عن سفينة أصبحت من مخلفات الغزو الغاشم


اذكر رحلاتنا الجميلة إلى بحر السالمية برفقة والدي ، أذكر ان جميع من يرتاد البحر كان يرتاده برفقة كلبه ، فلت أحد الكلاب علي وكان اخوتي وابي بعرض البحر فما كان لي سوى البكاء


-------


عندما كنت في السابعة من عمري ، أذكر كيف كانت نفسيتي منغلقه لدخولي للمدرسة مجددًا ، أذكر أن صديق أخي رسب وظل في نفس المدرسة وكان دائم " التضبيط " لمعلميني لي ، أذكر استاذي للانجليزي استاذ خضر ، أذكر عندما تأخر والدي عني في أحد الأيام كم بكيت وأنا أنتظر قدومه


أذكر كيف كنت اهوى النوم في منزل عمتي ، والذهاب معها إلى فرع الجمعية التي بقرب بيتهم


أذكر رمضان ، كيف كنا مدمنين على لعب الكرة ، صحيح ان الجو كان حارًا ونحن صيام ، ولكن كان شعار والدي كل شيء في سبيل كرة القدم يهون


أذكر وفاة جدي رحمه الله ، كان في اليوم الأول من عيد الأضحى ، عندما ذهبت والدتي ووالدي بعد أن تلقت مكالمة من جدتي ، كنت جالسًا مع أخي الأكبر محمد ، وإذا بأمي تتصل وتلقي الخبر له ليقوله لي ، كانت صدمة هزت والدتي وخالاتي ، هزت فرحة العيد ، فقد كان جدي الوحيد الذي أحببته من كل قلبي ، أذكر كيف هلع والدي مسرعًا لمنزل جدي ، وكيف كانت أيام العزاء


أذكر تلك الجملة التي كتبتها اختي الكبرى على خزانة كتب ، بعد أن اهديتها قلم ، يوسف طيب أحلى البيت ويتعامل مع زملاؤه ، ظلت هذه الجملة محفورة بقلب كلينا ، لن ولن ولن ننساها ، كانت ذكرى جميلة بحق بالنسبة لي ، وكنت دائمًا ما أضحك على كلمة يتعامل مع زملاؤه وأنا اقول لها " شكو ؟ "


------


عندما كنت في الثامنة من عمري ، أذكر انتقالنا لمنزلنا الجديد ، ومدرستي الجديدة


كنت في الصف الثالث الابتدائي حينها ، حينما كنت تعيسًا لدوامي الدراسي في مدرسة غير مدرستي التي تعودت نفسيتي عليها ، أذكر أنني تحمست للمدرسة من اليوم الأول أذكر استاذ يونس في العربية


أذكر فرحي الكبير بالمولود الجديد أخي الأصغر – آخر العنقود – أحمد ، أذكر كم كنت سعيد وأنا احمله بين يدي


أذكر سعادتي وأنا ادخل منزل خالتي للعب مع صديق الطفولة ابن خالتي عبدالعزيز ، كنا نتشاجر دومًا على لعب البلاي ستيشن ، أذكر كيف كان ابن خالتي الأكبر أنور ، لا أعلم لماذا كنت أقول في قلبي عنه أنه شخصية غامضة ، زرع بقلبي حب آينشتين بالصورة الملصقة على باب غرفته ، كنت أحب الجلوس معه


أذكر رحلاتي الدائمة لشارع بن خلدون بحولي ، أذكر بداية أيام برنامج " الام آي أر سي " ، أذكر ظهور أفلام ال" في سي دي " ، أذكر فرحتي عند زيارتي لابن خالتي في محله


-------


عندما كنت في التاسعة من عمري ، كنت من دفعة أول من يطبق عليهم تدريس المرأه في الابتدائية للبنين ، فكم كنت أكره الذهاب للمدرسه ، اذكر استاذتي في العلوم استاذه سارة التي كنت احب شرحها


أذكر تعرفي على صديقي الصدوق سالم شعبان ، ونعم الأصدقاء ، أذكر مغامراتي معه ، كانت هناك خزانة لوضع الدفاتر والكتب في آخر الفصل ، فما كان لي أنا وصديقي سالم أننا نمسك صديقينا – من باب الدعابه – خالد مطر ووضعه في الخزانه ونقفل عليه ، وفي اليوم التالي صارت هذه المغامرة حديث المدرسة والمدرسات فيها ، وكلما دخلت مدرسة ورأتني انا وصديقي ، قالت لي " انت اللي حبست الولد بالكبت ؟ " ، في كل حصة ننال ضرب من احد المدرسات على هذه الفعلة ، حتى أنهم أخذوني لناظرة المدرسة وضربتني بعصاتها السحرية


أذكر استاذتي في الرياضيات استاذه منى الفضلي ، التي كنت أكرهها بسبب ضربها لي


أذكر أخي الأصغر ناصر وهو معي في نفس الابتدائية حينها ، كانت السنة الأولى له ، أذكر كيف كان دلوعًا حينها


أذكر أيام مسلسلي بوكيمون الذي احببته وادمنت عليه ، جمعت من البطاقات ربما مالم يجمعها احد غيري من شدة حبي له ، أذكر ذلك الهجوم الذي شنه بعض " المطاوعه " على هذا المسلسل الكرتوني وهم يقولون ان بوكيمون تعني انا يهودي


أذكر كيف كان والدي يعشق الذهاب للبحر في كل يوم من أيام الصيف ، ولهذا السبب اصطبغ لون بشرتي :P



 
To be continued =)