صديقي وأخي ، بل وأكثر من ذلك ، محمد ناصر - نائب رئيس الجامعه الأمريكية - تابعت وبحرقة ما يمر به وأنا في غربتي ، فلازلت أتذكر تلك اللحظات التي كنت أخرج من زيارته ، أكتم دموعي حين أراه وأنا واقفًا عند باب غرفة الزيارة في المشفى ، تحمر عيناي وتشهق روحي لرؤيته ، وما أن أدير ظهره لأعود أدراجي ، حتى تنسكب دموعي ، دموع حارقة تحاول إطفاء لهيب قلبي
رحبت بغربتي وقلبي مع صديقي الذي أصابه المرض الخبيث - وقانا الله وإياكم منه - ، كنت دائم الإتصال بإخيه ، الذي كان يرحب بإتصالاتي ويريح قلبي بأخبار صديقي الذي يتناول علاجه في لندن ، مرت الأيام وقلبي قد ارتاح وتطمئن بعد مكالمتي لصديقي .
ما أيقظ قلقي وخوفي هو حديثي معه قبل يوم ، لقد تطابقت العينات مع أخيه الذي يدرس معي في أمريكا ، وها قد حان موعد زراعه النخاع ، أخوه سيرحل له إلى لندن ، سيقطع هذا الدرب ليتبرع لعينه من نخاعه لأخيه الوحيد ، ترك دراسته وكل شيء لإجراء هذه العمليه لأخيه ، حفظك الله ورعاك
لقد علمني صديقي الكثير ، علمني معنى التفاؤل ، فكانت ابتسامته دائمًا ما ترضي دموعي وحزني ، علمني أن الإيمان هو سلاح المؤمن الحق ، فقد كان دائم القول لي " قدر الله وما شاء فعل " ، وكان يذكرني بأنها مشيئة الله ، وهو يعلم أن الله يختبر من أحب .
كم حزن القلب ، وتعاطف مع المأساه التي تحدث له ولأسرته أعانهم الله وصبرهم .
لكل من أحبني ،، أو أعزني ،، أو يقرأ لي
أرجوكم .. أرجوكم
أدعو لصديقي
-------------------
Home Sick
" رد الديره "
ألا يكفي بأن قلبي لم يعد يحتمل ؟ ألا يعلموا بأن كل نطفة فيني تبكي شوقهم ؟ ألا يكفي بأني أسمع نشيج من أتصل عليه وهم يقولون لي " بس مشتاقين لك " .
كلما طرى في خاطري ذكريات أسرتي ، أحزن شوقًا لهم ، ولكنني تعلمت التناسي فركنت كل هذا التفكير ولم أعد أستجيب ، فكفى القلب تمزقًا لوداعهم .
الشوق في داخلي كالماء الساكن ، فإذا رميته بحجر سيتحرك ويتلاشى صفو السكون
" رد الديرة " ، بتلك الكلمات تحرك الشوق المتناسي في قلبي ، وكاد رأسي ينفجر من كثرة التفكير ، ما يحزنني حقًا هو فقدان رمضان هذا العام بعيدًا عن أمي وأبي وأسرتي وكل من أحببتهم .
اللهم أجعلها خيرة لي ..
* لا أحد سيشعر بفرحه متابعة كاس العالم الا من فارقها !