Sunday, October 17, 2010

ماذا ألبس للهالوين ؟!


بين الحين والآخر يزورني شبح مدونتي التي اعطيتها كل حبي واهتماممي في بداية كتابتي ، ويعلم الله أنني لازلت على ذلك ، لكن الظروف تغيرت حولي ، فكم من المرات كتبت خربشاتي على ورق لأدونها لكم ، وكم حاولت أن أنقل لكم بعض التجارب لكن الوقت لا يجاريني ! 

--------------
أتشرف بنشر مقالة أخي الأكبر في الغربة أنور الكندري ، كلماتها لامست القلب ;)

ماذا ألبس للهالوين ؟
بقلم / أنور عبدالله الكندري 

يتراود هذا السؤال في هذه الفترة بين بعض شبابنا المسلم سواء في الكويت او هنا في أمريكا أو في أي بقاع الأرض كيف أستعد لقدوم الهولوين و كيف سأبهر الناس بلباسي المستعار. ففي هذا اليوم و خاصة في أمريكا يحدث العجب العجاب عند الأمريكان حين خروجهم و مشيهم في أروقة الممرات و الشوارع و المدن و هم يتباصرون فيما بينهم أيهما يكون لبسه أكثر التفاتا و جاذبية و ناهيك عن ما يحدث من فساد اخلاقي.

من المضحك بأنك لو سألت أحد الشباب المسلم الذي يسعى ليحتفل في هذا اليوم عن معنى الهولوين و سبب الاحتفال بهذا اليوم لتبسم كالأبله و قال (مثل ما عندنا قرقيعان أهم بعد عندهم). و لا يدري بأن هذا اليوم كان طقوس للايرلندين القدامى حيث كانوا يعتقدون بأن هذا اليوم تخرج الأراوح من القبور و ترعبهم و تدمر محاصيلهم, و كانو يأتون ببعض من المحاصيل الزراعية و الحيوانات و يقدمونها كقرابين للآله و من ثم يحتفلون ببعض اللباس الذي عادة ما يكون عبارة عن رؤوس بعض الحياوانات و جلودهم, و كانت أيضا تُشعل النيران في القرى, و كل هذا حتى يطردون تلك الأرواح الشريرة اللاتي يعتقدون بقدومها. و الى أن أتت هذه العادة من اوروبا الى أمريكا و مزجت فيها بعض من عادات الامركيين كتجول الأطافل في الأحياء السكنية و جمع الحلوى من البيوت.


و استنكاري لمشاركة شبابنا في هذا اليوم هو ليس بأنها مسألة حلال و حرام, أي اذا شاركت فيها ستلقى في قعر جهنم او اذا عزفت عنها ستدخل الفردوس الأعلى, فلن أٌحَكم الفقه فيها لأني لست بفقيها و لكني سأحكم هويتنا الاسلامية التي انسلخت من بعض شبابنا كما يُسلخ جلد الأضحية من العجل, الى أن صرنا أقوام تُبَع تلهث و راء كل ما هو ملهي و مثير. و أنا لا أجرم اللعب و اللهو فهنالك الكثير من المباحات التي لم يحللها و لم يحرمها الدين و لا بأس من الأخذ بها, ولكن حينما تأتي مناسبة فيها من الخرافات التي تنافي معتقادات ديننا الحنيف فلا بد من أن تكون لنا وقفة منها على الأقل في الابتعاد عنها. و هذا كله من قلة وعينا و عدم اطللاعنا على أسباب هذه المناسبات, فلا تلام أمة اقرأ حينما لا تقرأ و تعي ما يجري من حولها, لأننا أصبحنا لا نقدس عقولنا و هويتنا السامية بل صرنا نقدس كل ما هو ملهي و غريب و نتسابق في الأخذ به دون معرفة غاياته و حقائقه.


 لأمرٌ محزن أن نستخف بعقولنا و نصنع ما لا نعلم و حينما نعلم نصد و نصر على اتباع أهوائنا و كأنه لا مبادئ لدينا و لا أسس و لا فكر, صدق النبي عليه الصلاة و السلام حينما قال: (لتتبعن سنن من قبلكم شبرا بشبر، وذراعا بذراع، حتى لو سلكوا جحر ضب لسلكتموه, فقالوا الصحابة: اليهود و النصارى؟ فقال الرسول: فمن؟). فعلاً فلو سلكوا جحر الضب لسلكناه و لا سألنا عن السبب.

و اننا نملك من العادات و المعتقدات الشيء الجميل و التي فضلنا غيرها عليها. فحينما يُرى هؤلاء الطلبة المسلمون يتقمصون عادات الغرب في كل فعلة يفعلونها و في كل خطوة يخطونها, ليحق لستين بالمئة من الشعب الأمريكي بأن لا يعرف شئ عن الاسلام الا انه
دين سماوي! فأين هم السفراء عن دينهم و بلدهم؟