بين الحين والآخر يزورني شبح مدونتي التي اعطيتها كل حبي واهتماممي في بداية كتابتي ، ويعلم الله أنني لازلت على ذلك ، لكن الظروف تغيرت حولي ، فكم من المرات كتبت خربشاتي على ورق لأدونها لكم ، وكم حاولت أن أنقل لكم بعض التجارب لكن الوقت لا يجاريني !
--------------
أتشرف بنشر مقالة أخي الأكبر في الغربة أنور الكندري ، كلماتها لامست القلب ;)
ماذا ألبس للهالوين ؟
بقلم / أنور عبدالله الكندري
يتراود هذا السؤال في هذه الفترة بين بعض شبابنا المسلم سواء في الكويت او هنا في أمريكا أو في أي بقاع الأرض كيف أستعد لقدوم الهولوين و كيف سأبهر الناس بلباسي المستعار. ففي هذا اليوم و خاصة في أمريكا يحدث العجب العجاب عند الأمريكان حين خروجهم و مشيهم في أروقة الممرات و الشوارع و المدن و هم يتباصرون فيما بينهم أيهما يكون لبسه أكثر التفاتا و جاذبية و ناهيك عن ما يحدث من فساد اخلاقي.
من المضحك بأنك لو سألت أحد الشباب المسلم الذي يسعى ليحتفل في هذا اليوم عن معنى الهولوين و سبب الاحتفال بهذا اليوم لتبسم كالأبله و قال (مثل ما عندنا قرقيعان أهم بعد عندهم). و لا يدري بأن هذا اليوم كان طقوس للايرلندين القدامى حيث كانوا يعتقدون بأن هذا اليوم تخرج الأراوح من القبور و ترعبهم و تدمر محاصيلهم, و كانو يأتون ببعض من المحاصيل الزراعية و الحيوانات و يقدمونها كقرابين للآله و من ثم يحتفلون ببعض اللباس الذي عادة ما يكون عبارة عن رؤوس بعض الحياوانات و جلودهم, و كانت أيضا تُشعل النيران في القرى, و كل هذا حتى يطردون تلك الأرواح الشريرة اللاتي يعتقدون بقدومها. و الى أن أتت هذه العادة من اوروبا الى أمريكا و مزجت فيها بعض من عادات الامركيين كتجول الأطافل في الأحياء السكنية و جمع الحلوى من البيوت.
و استنكاري لمشاركة شبابنا في هذا اليوم هو ليس بأنها مسألة حلال و حرام, أي اذا شاركت فيها ستلقى في قعر جهنم او اذا عزفت عنها ستدخل الفردوس الأعلى, فلن أٌحَكم الفقه فيها لأني لست بفقيها و لكني سأحكم هويتنا الاسلامية التي انسلخت من بعض شبابنا كما يُسلخ جلد الأضحية من العجل, الى أن صرنا أقوام تُبَع تلهث و راء كل ما هو ملهي و مثير. و أنا لا أجرم اللعب و اللهو فهنالك الكثير من المباحات التي لم يحللها و لم يحرمها الدين و لا بأس من الأخذ بها, ولكن حينما تأتي مناسبة فيها من الخرافات التي تنافي معتقادات ديننا الحنيف فلا بد من أن تكون لنا وقفة منها على الأقل في الابتعاد عنها. و هذا كله من قلة وعينا و عدم اطللاعنا على أسباب هذه المناسبات, فلا تلام أمة اقرأ حينما لا تقرأ و تعي ما يجري من حولها, لأننا أصبحنا لا نقدس عقولنا و هويتنا السامية بل صرنا نقدس كل ما هو ملهي و غريب و نتسابق في الأخذ به دون معرفة غاياته و حقائقه.
لأمرٌ محزن أن نستخف بعقولنا و نصنع ما لا نعلم و حينما نعلم نصد و نصر على اتباع أهوائنا و كأنه لا مبادئ لدينا و لا أسس و لا فكر, صدق النبي عليه الصلاة و السلام حينما قال: (لتتبعن سنن من قبلكم شبرا بشبر، وذراعا بذراع، حتى لو سلكوا جحر ضب لسلكتموه, فقالوا الصحابة: اليهود و النصارى؟ فقال الرسول: فمن؟). فعلاً فلو سلكوا جحر الضب لسلكناه و لا سألنا عن السبب.
و اننا نملك من العادات و المعتقدات الشيء الجميل و التي فضلنا غيرها عليها. فحينما يُرى هؤلاء الطلبة المسلمون يتقمصون عادات الغرب في كل فعلة يفعلونها و في كل خطوة يخطونها, ليحق لستين بالمئة من الشعب الأمريكي بأن لا يعرف شئ عن الاسلام الا انه
دين سماوي! فأين هم السفراء عن دينهم و بلدهم؟
5 التعليقات:
الاخ العزيز بو مشعل
نعم القول قولك، وبوركت حيثما حللت :)
أعرف أحدهم كان يستنكر على المحتفلين بعيد الحب الماضي ويقوم هو نفسه بالاحتفال بعيد الهالوين
تحياتي لك وشكرا للعزيز يوسف الذي عرفنا بقلمك :)
كانت لدي فكره بسيكه ومشابه عن سبب مناسبه " الهالوين "المزعومه
(( لأننا أصبحنا لا نقدس عقولنا و هويتنا السامية بل صرنا نقدس كل ما هو ملهي و غريب و نتسابق في الأخذ به دون معرفة غاياته و حقائقه))
كم المتني هذه العباره
فلننظر الى الامر بواقعيه اكثر
الشباب في امريكا و الدول الغريبه .. عذورون - وليس معفيون عن الخطا- لانهم اختلطوا بالغرب و لكي ينغمسوا في حياتهم وندمجوا معهم
اعلم - عذر اقبح من ذنب - لكنه من نظره واقعيه
لكن ان نتاتي الي الشباب المسلم " تسميتا " و نراهم في ديارهم الاسلاميه " المغلوب على امرها " يقلدون الغرب
هنا .. وهنا بالذات يوجد خلل و ليس اي خلل !!
كنت انت و زملائك في الغربه .. الفراء لهذا الدين الغلوب على امره
وفقك الله انت و كاتب المقال لما يحب ويرضى
و اعناكم على غربتكم وسدد خطاكم
مقال راائع اخي
شكرا لكما
^_^
عندمـا تغيب عنا الهوية الإسلامية ,و ترحل من ألسنتنا اللغة العربية..هنا لا سبيل إلا أن نكون مقلدين محترفين..
و ما أعتقده أن المرء دين ,و فكر ,و قوة..فإن رحل الدين ..اضطرب الفكر , وانهزمت القوة..
قد لا أعتب كثيرا على من كان هناك و اقتبس من عاداتهم ..بل أعتب على من عاشةا بيننا و تمسكوا بعادات و أعياد ما أنزل الله بها من سلطان..
الغربة صعبة و لكن أصعب ما فيها أن نفقد بعض الأحيان ما كنا نعتقده لنعتقد بما يعتقدون..
نتمنى التوفيق للكاتب و صاحب المدونة فأنت دال على الخير بهذه التدوينة و الدال على الخير كفاعله..
بوركتم..
،
ذكـرتني بأستاذ في الكلية كان عربي ويريد يبهـرنا بأنه صنع معادله على احد البرامج وسماها معادلة " الفالنتاين" وبتلقائية قلت : استغفر الله يا استاذ .. دافع طبعا عن موقفه وانه يوم عادي وما إلى ذلك ،، لا اقنعني ولا اقنعته صار الموضوع طرفه بيننا
،
أحيي أخــوك و أحييك و أسأل الله أن يثبته على دينه ويختم اعماله واعمال جميع المسلمين على كلمة لا إله الا الله
شكرا جزيلا لكتابة هذا ، كان من المفيد unbelieveably وقال لي للطن
Post a Comment