Saturday, September 10, 2011

آسف يا وطني

Twitter @kandroz

" نحن شعب نعيش لنموت " ، هذه العبارة دائمًا ما يكررها أحد أقاربي في كل نقاش أخوضه معه ، فالحقيقة المرة أن الغالبية تنجو بيومها لليوم الآخر دون التفكير بما سيحصل في المستقبل .

الكويت أصبحت دولة تصدر النفط ومعظم أموالها تصرف على " معاشات " المواطنين ، أصبح هم المواطن الوحيد هو " المعاش " فكل يوم اقرأ زيادة وكادر ، وإن سألنا عن السبب قالوا أنهم بحاجة إليها بسبب غلاء المعيشة ! أليس من الأولى إيجاد حلول لغلاء المعيشة ؟ والحد من جشع التجار 
بعد زوال النفط ؟ كيف ستدوم لنا كويتنا الغاليه ؟ أين خطط التنمية ؟ أين خطط مصادر الدخل البديلة ؟ 
نحن شعب نعيش لنموت ، لا نستطيع التخطيط لمستقبلنا وعمل شيء للمستقبل القريب 
نعيش على الأمل كل يوم لغد أفضل ، لقد طال انتظار هذا الغد ، فإلى متى هذا الانتظار ؟
-----
 من القلب :)

أنا طالب كويتي مبتعث ، في كل يوم من أيامي في الغربة ، أشتاق فيه لوطني ، لأسرتي ، لأصدقائي ، للمسجد ، للبحر ، للمجمعات ، لكل شبر في وطني ، لم تقصر الكويت معي يومًا ، انفقت علي منذ صغري ، تربيت في بيت بدعم من حكومتي ، وأكلت من خيرات بلادي ، ودرست في المدارس الحكومية  ، وحتى في الغربة لم تنساني ، آخذ راتبًا يحسدني عليه الكثير من الأجانب ، ولدي ضمان صحي يتمناه الكثير من الأمريكان ، أنفقت يا وطني علي بالآلاف ، ابتعثتني لأعود إليك بشهادتي ، ولكن أي وظيفة سأعمل بها في أجوائك المشحونة يا وطني ؟


إبتعدت كثيرًا عن أجواء السياسة وأخبارها ، بعدما قال لي والدي للمرة الألف " لا تتكلم في السياسة " ، فأنا آسف يا يبا ، بداخلي غصة وألم لما آل إليه الوضع في وطني الغالي ، بداخلي حرقة شديدة على ما يحدث كل يوم 


كيف لي أن احترم  يا يبا .. من يمثلني وهم يشتمون بعضهم ويتضاربون مع بعضهم ؟
كيف لي أن اتحمل استغلال مفهوم الديموقراطية يا يبا .. في ضرب اسفين الفتنة ؟ 
كيف لي أن أسكت يا يبا ..على تحقير الشعب بإستعمال وسائل الدولة ؟
كيف لي أن اصمت يا يبا ..على يوكن أسود يعذب المواطنين دون حساب ؟
كيف لي أن اوقف نزيف دموعي يا يبا .. على حال الكويت وأنا أراهم يسرقوها ؟
كيف لي أن افتخر بممثلين لوطني يا يبا .. باعوا الكويت من أجل دينار ؟
كيف لي ان اثق بمن يمثلني يا يبا .. وهو يغرس مفهوم الطائفية والقبلية والفئوية ؟
كيف لي أن آكل من خيرات بلادي يا يبا .. وهم يستغلون غفلتي بطعام فاسد ؟
كيف لي ان اضمن حقي يا يبا .. عند التستر على مرتشي وعدم محاكمته ؟
كيف لي ان افرح وأنا أرى من يمثلني يا يبا .. يطالب بالعفو عن تجار للمخدران ؟
كيف لي أن أجد خطة تنمية يا يبا .. وأنا لا أرى سوى اختلاسات وسرقات ؟
 كيف لي أن أشتري ما أريد يا يبا .. وجشع التجار أصبح في كل مكان ؟
كيف لي أن أشاهد إعلامًايا يبا ..  يساهم في الفتنة والفساد ، وينقل صراعته الشخصية مباشرة ؟
آسف يا يبا ، فالجرح أصبح عميق ، وطني الذي أشتاق له كل يوم يهينونه بإستعمال سلطتهم ، فلا أستطيع الصمت أكثر يا يبا 
---



حفظك الله يا بوناصر للكويت ولنا ، كم أفرحت قلبي بهذه التصريحات التي ستضع لكل شيء حد :)

2 التعليقات:

Sarah Almulla said...

أخجل أن أقوم بـ التصفيق لـ جِراح الوطن !
ولكن أبدعت بـ طرحك فـ لِزاماً علي أن أقوم بـ التصفيق لك لا لـ جِراح وطني ... و ترك قلمي يتراقص إعجاباً بـ أحرفك على المساحات البيضاء !
أخي يوسف ...
كم هي أليمة تلك الحروف الصادقة !
وكـ أنك وصفت ما يحدث في كل منزل و ليس فقط في محيطك !
"نحن شعب نعيش لـ نموت" سمعتها تكراراً،آلمتني، فـ دفعتني لـ طرح رأيي المعُارض من خلال عالم المقال فـ شنت حرب هجومية دفعتني بل أجبرتني على التزام الصمت ...

وكم أشعر بـ سعادة لأنني التقيت بمن يشاركني الفكر !
هُنا ... يمكننا بـ الدعم أن نكون معاً نبني مجداً آخر لـ الكويت بـ فكرنا المُختلف !
أؤمن بـ أن كل جيل صانعاً لـ مجده ... و نحن جيل لن نُعيد حقبة مُعينة شهدت تطور الكويت فـ حسب، بل نحن جيل سـ يصنع حقبة سـ تشهد الكثير مما لم تشهده الكويت من قبل ...
بـ وجود أمثالك سـ نصنع المستحيل ... أثق بـ ذلك !
دُمت راقياً و سالماً ...

تقبل تحياتي ..

Omar Alsaed said...

مقال جميل، و اتمنى لك التوفيق