Tuesday, December 22, 2009

طفولتي مرحبًا من جديد !




من يخرج معي إلى أي مجمع تجاري سيدرك تمامًا أنني في بعض المواقف سألزم الصمت ، صمت طويل ، فلا أعلم سر تلاعب أفكاري وأنا في وسط المجمعات التجارية ، فهي مصدر إلهامي والاختلاء بتفكيري ، بطبيعتي أنا ألقي أي انتباه للناس حولي ، فقط نفسي هي نفسي ! لا انظر للناس ولا التفت لهم ، فلا أحبذ رؤية الناس، ومن يلقي انتابهي أعلم جيدًا أنني سأقيس ذلك بتفكيري ! ، فأفكر بكيف وماذا ولماذا ؟!

بينما كنت في أحد المجمعات الترفيهيه لفت أنتباهي أحد الآباء الذي كان برفقة أبناءه الأطفال ، فقد كان الشيب يغطي وجهه وشعره كجورج كلوني ! ، وكان بدين الجسم كنبيل شعيل ، على الرغم من كونه كبير بالسن و ضخم المقام على اللعب بلعب الأطفال الاكترونية، إلا أنه آثر ذلك وقرر أن " يقزر " وقته ويلعب علّه يسلي وقته ، كان متحمسًا و" مندمجًا " لأبعد الحدود ، وبعد الإنتهاء رأيته يشتري المثلجات الجميلة .

لم أقصد أن أتابع تحركاته ، ولكن شدني تصرفه النادر من نوعه ، فنادرًا ما نجد الكبار يلعبون مع أطفالهم بالألعاب ، وربما من المنعدم وجوده أن نجد الكبار يلعبون لعب الأطفال لوحدهم !

الطفولة هي المثل الذي يضرب للكبار في حالة ضيقهم ، فحينها يتمنى الكثير أن تعود أيام طفولته حيث تنعدم المسؤوليات والإهتمامات ، وتنصب حياتهم حول محور اللعب ، فنجد في حال العزاء يتجمع الأطفال معًا للعب ، غير مدركين لما حولهم من مآسي ، فلهذا نجد أن الكثير إذا أصابته كارثة بأحد مسؤولياته يقول .. ليتني طفلة وآخر همومي لعبة !

هنالك الكثير من الناس من يلجأ لأشياء معينة تنسيه همه أو حزنه أو ضيقه ، فلكل شخص شيء يجعل من همه شيء بسيط ولا يكترث له ، بالنسبة لي كانت ذكريات الطفولة هي الشيء الأهم : )

عبق الذكريات ، يوميات ورحلات ، قصص وتذكارات ، كلما تذكرنا طفولتنا نبتسم ! ، فهذه هي الطفولة لا تخلو من الحماقات والمشغابات الطريفة ، وهنالك الكثير من المغامرات الجميلة التي ترسم على شفاهنا البسمة بمجرد تذكرها .

كانت العودة للطفولة هي سبيلي للخلاص من أي موقف يفجر قلبي ، فمن يدخل غرفتي في " الغربة " سيظن أنها غرفة أحد الأطفال ، ولكن في الحقيقة هي غرفة لشاب قد اكتمل عمره الثامن عشر للتو !

من يعرفني حق المعرفة ، يعرف بهذا السر الذي اخفيه خلف جدران غرفتي ، فيتهمني بالطفولة ، فحقيقة سري تكمن أنها مجرد دمى ، تذكرني بأيام قد مضت ، فتذهب عني غم واقع مغترب ، أو غم مشكلة واجهها القلب ، فهي سبيلي للخلاص منها !

" فصل بو كندر " .. " خرف بوكندر على آخر ايامه " .. تلك العبارات يرددها أقرب الأصدقاء حين دخولهم لغرفتي المتواضعه في الغربة ، فيصدم البعض بوجود بعض الدمى والألعاب مصففة و مرتبة أو معلقة ، فلا أجيب على تعليقاتهم سوى بابتسامة لاترضي قلبي !

هنالك مثل إنجليزي شهير يقول بما معناه إذا ضاق عليك الأمر فبهروبك لعالم الوهم سيخفف عنك ، فأنا عن نفسي لم ألجأ لعالم الوهم في سبيلي للخلاص من ضيقي ، فقد هربت لعالم الطفولة المتواضع الذي ليس فيه سوى الضحك واللعب ، عالم ليس فيه الحزن والضيق والألم ، عالم يحتويك بابتسامة : )

فكلما ضاقت عليك الدنيا .. قل مرحبًا طفولتي من جديد !




Wednesday, December 16, 2009

وتمزق القلب : )

لم تمر على عودتي للوطن سوى يومين تقريبًا ، أذكر عندما ودعته في ستار بكس " كيفان " ، أذكر كيف ضممته قبل رحيله ، أذكر كيف شددت من يده ، أذكر كيف كان ينصحني ويقول لي الكثير ، أذكر كيف كان يفهم قلبي قبل رحيلي للمطار بساعات

 
محمد ناصر .. لا لن أسميه صديقي ، ولن أخدع نفسي بتسميته ابن عمي ، وحتى لفظ أخي أشعر بأنه يظلم علاقة قلبي به ، هو ذاتي ! هو نفسي ، بل وأفضله عن نفسي ، أحب له الخير أكثر مما أحبه لنفسي ، مرت أيام الغربه ولم انساه يومًا ، كنت أدعي له من صميم قلبي عندما أتذكره ، أذكر عندما كانوا يأتون بسيرة أخيه الوحيد ، أصرخ وأقول ونعم فيهم ، وأبيه وأمه ، وبكل عائلته ، لقد احببته كما أحببت أخوتي وامي وابي ، مرت أيام كنت أفكر به قبل نومي !!! ، لم أفقد أحد في سفري كثر ما افقدته ، أحببت سماع صوته وهو ينصحني ، فهو الانسان الوحيد الذي أشعر بأنه يفهم قلبي ، يفهمني ويكون على رأيي ، اشتقت إليه كثيرًا ، كنت أنتظر اليوم الذي أعود فيه للوطن حتى اقضي كل ايامي معه ، أذهب لجامعته واجلس معه .

بالنسبة له ! لم يستطع أن يتحمل فكرة سفري ، فكان يقول لي سوف آتي إليك هذا الصيف .

لقد اعددت مفاجأه ولكن سبقتها صدمه دمرت قلبي ، صدمة هزت كل مافيني ، صدمة أيقظت آلامي ، صدمة صرختها دموعي المسكينه

أعددت مفاجأه لأسرتي وأصدقائي وكل ما يعرفني ، فعدت للوطن دون أن أخبرهم بشيء

عدى اليوم الأول ، ولم أخرج به من المنزل في ظل زيارات الأهل لي !

لقد انتظرت بفارغ الصبر أن أتصل به وأخبره بعودتي حتى ألتقي به

كان يظن انني لازلت في أمريكا بعد الاتصال به أرسل لي رسالة يقول لي " عطني رقمك الامريكي ادق عليك "

رددت عليه بهدوء " دق على هالرقم ! "

تحدثت اليه بحماس .. انت وييييييينك ؟؟ ..

ليقول لي .. انت اللي وينك .. دورت رقمك بكل مكان .. كنت ابيك صارتلي سوالف .. كنت ابي اكلمك !

سكت وتعجبت .. محمد شصاير ؟

يرد علي بهدوء .. لا لا موصاير شي يامعود توك راد مابي انكد

تعجبت كثيرًا لأمره الغريب ، شصاااااااااااااير محمد ؟؟؟

بدأ قلبي يرتعش عندما كان يقول لي

يوسف صارلي جم سبوع نايم بالمستشفى ، طحت على ربعي ذاك اليوم ، ورحت المستشفى

يوسف .. أنا صار فيني سرطان

لوكيميا



شعرت بأن قلبي حينها توقف .. صمت .. صمت طويل .. لم أسمع ماذا كان يقول

الو .. الوو .. يوسف معاي ؟
لم أستوعب ماكان يقوله لي ، ظللت أسأله عن حاله ، لازال كما كان ، لازال الانسان الذي اقتدي بايمانه ، كان يقول لي يوسف قدر الله وماشاء فعل .. فعلى الرغم من انه هو المريض وانا الذي كان من المستوجب عليه ان اذكره بتلك الكلمات ، الا انه رجل مؤمن بقضاء الله وقدره

دمعة يتيمة ، تليها دمعة تواسيها ، شعرت بحرقة في قلبي ، فقبل السفر كنت أقول أن أيامي ستكون كلها برفقته ، كنت أفكر كيف سأقص له قصصي ورحلاتي في الغربة ، كنت أفكر أين سأخرج معه في اليوم الأول

في السجود ، عندما ذكرته اخضل خدي بالدموع ، يرن هاتفي فقلت لأحد الأصدقاء ما حدث لي ، فقال لي أن نزوره ، اشتعلت النار في قلبي أكثر وأكثر ، " مانعين عنه الزيارة " ، لم تكن لديه أي مناعة في جسده ، فأي فايروس أو أي مرض يدخل ، سيدخل بيسر وسهولة ، فجسده كبالون الهواء ما ان يتمكن أي فايروس في الدخول له ، حتى يحطم جسده كالأبرة والبالون .

على الرغم من أن الزيارة ممنوعة إلا أنني ذهبت للمشتشفى ، سألت عن غرفته ، كان الضيق يشعل قلبي ولكنني ابتسمت ، يقولون من أنت ؟ " قوله يوسف الكندري " .. ، منعوني من الدخول ولكن طلبوا مني وضع الكمام وأن أقف على عتبة الباب ، رأيته من بعيد لأقول له " اشتقت لك والله " ، كبت الدموع وأنا أراه ، يقول لي عندما حدثته عن أخبار دراستي وعن الأماكن التي لم أزرها حتى الآن " أي ان شاء الله لما اتشافى اييلك امريكا بالصيف و نروح " ، لقد احببت روح التفاؤل فيه ، و ارتاح قلبي لرؤيته


سبحان الله .. المرض يزور الإنسان فجأه ، ولكن الحليم من يعرف انها حكمة الله ، وأن الله لا يبلي إلا الذين أحبهم

 
قال الغزالي :

إذا رأيت الله يحبس عنك الدنيا ويكثر عليك الشدائد والبلوى ..

فاعلم أنك عزيز عنده .. وأنك عنده بمكان ..

وأنه يسلك بك طريق أوليائه وأصفيائه .. وأنه .. يراك ..

أما تسمع قوله تعالى .. (( واصبر لحكم ربك فإنك بأعيننا ))..

 


لمن كان يعزني .. يحبني .. يقرأ لي .. يتابعني .. ادعو لصديقي بالشفاء


أسأل الله رب العرش العظيم أن يشفيك 


ن.. الصداقة لا تبنى على مرحلة عمرية ، الصداقة هي الحياة كلها
ن.. القلوب الصادقة هي التي تشتاق لمن فارقت وتحسن الظن دائمًا إن طال الغياب




Monday, December 7, 2009

ويمكرون ويمكر الله والله خير الماكرين



اخواني .. تفكيري ليس من النوع " الحجري " ، ولكنني فكرت بعقلي : )


----------


هنالك ستة أمور تدور في عقلي منذ مدة ، وإلى اللآن صراع التفكير دائم في عقلي ، فكيف نحلل أشياء شبيهة بأشياء قد حرمت ، وكيف نحلل أشياء قد غيرناها بأنفسنا !


قصه أصحاب السبت ، عندما حرم عليهم الصيد في يوم السبت ، قالوا لماذا لا نجمع الصيد في يوم السبت ، ولا نصطاده إلا بعد رحيل يوم السبت الذي حرم الصيد فيه !


فهكذا حللوا لأنفسهم شيء قد حرم عليهم ! .. ويمكرون ويمكر الله والله خير الماكرين






سأسرد الأمور التي كان تفكيري يتخاطفها في كثير من الأوقات


أولهما .. العباءه !


عندما نتكلم عن " الفاشن " والموضه ، نجد أن الفتيات حقًا ناقصات عقل ودين ، يتبعون ماهو حديث ، ناسين الكثير من الأشياء ، فلو خرجت اليوم إلى أحد المجمعات ، ستجد العجيب في أمر العباءة ، منهم المخصر والمهم الــ " المترتر بالشوارفسكي " ، ومنهم القصير والضيق ، ومنهم المنقش .. إلخ !


الآن يستوجب على العقل السؤال .. ما الحكمة من لبس العباءة ؟


ثانيهما .. النقاب !


" تكفه لا تطيح " ، إن تلك الكلمات ليست من أحاديث فلان مع علنتان ، وإنما هي إسم لأحد أنواع النقاب ، فلم يبقى شيء في هذا اليوم لم تتدخل فيه الموضة ، فبعض الفتيات يلبس نقابًا يجعل من عيناها فتنة !


فاستوجب العقل أن يسأل .. لماذا النقاب إذًا ؟ وما الحكمة من لبسه لدى البعض ؟


ثالثهما .. الحف باستخدام الاكسجين !


التلاعب بالحلال والحرام أمر أصبح سهل جدًا في زمننا الحاظر ، يقول صلى الله عليه وسلم " لعن الله النامصة والمتنمصة " ، وهذا لا يختلف فيه ، ولكن الذي اختلف فيه هو استخدام الاكسجين لتشقير الحاجب ، وجعله كالحف تمامًا


والآن يستوجب على العقل السؤال ، ما الحكمة من تحريم حف الحاجب لدى المرأه ؟


رابعهما .. الحجاب


لو ذهبت اليوم إلى أي مجمع أو اي مكان ، ستجد ألوان قوس قزح على رؤوس الكثيرات ، فالبعض يرتدي بنطال أصفر وحجاب اصفر ، " فاااااشن !!!! " ، ألوان لا تعد ولا تحصى ، وجميع تلك الألوان سبيل للفت النظر !


فلماذا شرع الله الحجاب ؟


خامسًا .. قواطي الروب


يقول النبي صلى الله عليه وسلم : ( ونساء كاسيات عاريات رؤوسهن كأسنمة البخت المائلة لا يدخلن الجنة ولا يجدن ريحها ، وإن ريحها ليوجد من مسيرة كذا وكذا (


فسبحان الله ، منذ اربعة عشر قرنًا كان الرسول يعلم بأنه سيأتي زمانًا ، تكون الموضة هي كل شي ء ! ، ولكن من يألمني حقًا ويشعل قلبي هو أن البعض غافل ، والبعض يصر ، لا يدخلن الجنة ولا يجدن ريحها






سادسًا .. الأغاني المتسترة


قبل فترة قال لي أحدهم إسمع هذه النشيده ، فعند سماعي لها ، أسمع خلف صوت المنشد ايقاعات و" دنابك " ، فقلت لصاحبي " تستهبل ؟ " .. استغرب وقال لي " شنو شفيك ؟ " ، رددت عليه " أشكره اغنية تقولي انشوده ؟ " ، ليقول لي هذا المنشد الفلاني شفيك ؟


حتى الأناشيد صارت تنشد " بالدنابك " !



Tuesday, November 24, 2009

ما الذي تغير ؟




سأغيب عن ساحة بولدر ( كولورادو ) الدراسية ، إلى أجواء لونق بيتش ( كاليفورنيا – لوس انجلس ) ، شهران لم أرى فيهما منظر البحر ، وهذا العيد سأقضيه على نسمات البحر

عيدكم مبارك


وكل عام وأنتم بخير


-----------


لطالما أحببت الجلوس مع نفسي وأختلي بالتفكير ، حاولت أن أتذكر منذ متى وأنا على هذا الحال ؟ منذ متى وأنا أفكر لوحدي ؟ متى كانت أول مرة يزورني فيها الأرق ويعبث بقلبي التفكير ؟


تذكرت أحد المواقف التي لم تغيب عن ذاكرتي يومًا ، أتذكر حينها كنت في الصف الرابع الابتدائي ، حين عم بيتنا السكون والصمت ، وبات الكل نائمًا ، إلا أنا ! ، بقيت مستيقظًا ، أداعب الأرق بعينايا المفتوحتين ، أفكر بأحد الأحلام الذي قالها أحدهم ، وأتخيل والدي معي !! ، فجأه سمعت أحدهم يمر في الممر المؤدي لغرفتي ، وإذا بأبي ، وقف عند باب غرفتي يراني ، متعجب لأنني مستيقظ لهذا الوقت المتأخر من الليل ، كنت مستلقيًا على ظهري ، ابتسمت لوالدي ، فدخل غرفتي بصمت وطبع قبلته على رأسي ، ليخرج من الغرفه بصمت مرة أخرى .


هذا الموقف لم انساه لأنني كنت أفكر بأبي حينها ، وكنت في التاسعة من العمر ، دخل علي والدي وكأنه يعلم بأنني أفكر به ، وطبع قبلته على رأسي وكأنه يدري بأنها ستخفف فكري وعاطفتي


الدنيا تتغير ، والعالم يتغير ، والظروف تتغير ، وحياتنا بمرور الوقت تتغير ، وأنا اليوم طريح الفراش ، رأسي مثقل بأفكار طردتها ، هربت منها ، والآن أرى أن الظروف قد تغيرت ، تفكيرك بأحدهم كل يوم لا يعني أنه سيزورك ويقبل رأسك على تفكيرك به ، أو لا يعني أنه سيكون على علم بذلك ، فعلى قدر ما تفكر بهم وتدعو لهم ، قد يأتون لك ويقولون لك أنك تغيرت ، أو يضعون حجر بثقل جبل على قلبك ويقولون أنك نسيتهم


لو كان قلبي ينساهم لنسيتهم .. لكن قلبي لهم والله قد ألفا


ما الذي تغير ؟


لم تمضي سوى أيام على اكتمالي لسن الثامن عشر من عمري ، خلال السنوات الماضية كنت أتمنى أن أرى نفسي في هذا السن ، ماذا سأكون ؟ وماذا سأصبح ؟ ، وأنا اليوم أعتبر نفسي بقايا أحلام
كثير ما نحلم ، وكثير ما نكسر الحواجز بأحلامنا ، فمن السهل أن نحلم ، ولكن بعد ما نضع كل ما فينا لنصل إليها ، ونفعل كل ما بطاقتنا لها ، تأتينا صفعة الزمن بأن تقول لنا من المستحيل تحقيقها ، هنا ستتلاشى طاقتنا التي كنا نبذلها نحو الطموح والأمنيات والطموح .
قال لي أحدهم عندما كنت أصفح له بأحلامي ، " احلم ترا الحلم ببلاش " ، حينها كنت أحزن لانه لا يرى هذا من منظور الطموح ، وأننا إذا بذلنا لأحلامنا كل الأسباب سنصل لها بإذن الرحمن ، لقد كنت متمسكًا بالأمل دومًا

وصلت اليوم لهذا السن وأنا أرى ما خطه قلبي وعقلي وفكري من أحلام وطموح ، رأيت الكثير يتلاشى أمامي وأنا لا أستطيع أن أعمل أي شيء ، كنت أكتفي بالآلام التي تحيط قلبي ، علها تصحيني في المرة المقبلة فلا أبذل كل طاقتي من أجل حلم من الأحلام .


تعلمت حينها أحد أهم الدروس في حياتي


ن.. الحياة ليست بناء للأحلام وإنما هي واقع ملموس ، فلا تبني حياتك على أحلام ، فقد تتناثر الأحلام وتتناثر حياتك معها


هذه أحد مقولاتي التي أضعها اليوم أمامي حتى لا يتكرر الخطأ .


لن ولن أضع أحلامي بمرتبة الفشل ، فلقد حققت أحد أهم الأحلام والتي كانت أحد أهدافي الحياتية ، طوال حياتي الدراسية في المرحلة الثانوية وأنا كنت أحلم بالدراسة في الخارج ، فها أنا اليوم في أمريكا لأحقق أحد أهم أهدافي


الأمل هو الشيء الوحيد الذي تتمسك به لتتمنى خلاصك من تجربة ثقيلة ، وهو الشيء النابع من الإرادة والعزيمة القوية لحظة الفشل ، مهما كان فشلي في بعض المواقف في الحياة من الناحية العاطفية أو العقلية سأكون على يقين بأن الإنسان لا يعلم أين خيرته والله يعلم ونحن لا نعلم


صحيح أن كثير من أحلامي تلاشت ، وكثير من الطموح صارت في مهب الريح ، إلا أنني تعلمت أن أبني حياتي على واقع حتى لا أنصدم بما يخفيه المستقبل


جميل أن نحلم ، ولكن الأجمل أن نرجح عقولنا على واقعنا في الأحلام
دمتم بود




Saturday, November 21, 2009

تبًا لك يا غربة




يوم عن يوم يزيد احترامي وتقديري لصفحات مذكراتي ، التي سطرت مواقف في هذه الحياة لن أنساها .


لم يتقبى سوى أيام قليلة وأنا سأودع سن السابع عشر ، لأدخل مرحلة جديدة في حياتي


يستغرب الكثير من حولي أنني حزين ! على توديعي لسن السابع عشر ، لقد كانت أجمل مرحلة في حياتي ، كبر عقلي ونضج فكري فيها ، شعرت فيها بأني أسبق عمري بعشرات السنين بسبب المواقف التي مررت بها


ماذا تعلمت اليوم من غربتي ، وقبل توديعي لسن السابع عشر ؟


رأيت طبيعة النفس البشرية ، رأيت ثعالب تمكر للحصول على مصلحتها الخاصه ، رأيت عقارب تتملق للسعي وراء مصالحها ، رأيت الابتسامة الخبيثة ، يبتسم لك ومن خلف ظهرك يتحدث عنك !


لن ولن انسى ، ما قد خطته يدي على صفحات مذكراتي عندما مررت بأحد المواقف ، فقلت من صميم قلبي أن للنصيحة من يشتريها


إن للحياة مواقف كثير مع أناس كثيرين ، والمواقف لابد لها وأن تحصل ، والجميل في الأمر أن تلك المواقف قد تحدث لك مجددًا ، ولكن ستبتسملها : )


ستبتسم لأنك مررت بها مسبقًا وأخذت موقفك منها ، وتعلم كيف ستصرف

-----


قبل السفر بأيام .. بعد صلاة العصر .. أسمع أحدهم يناديني بعدما تبقى في المسجد سوى القليل من الناس .. كان جالسًا بيده مصحفه .. بدأ حديثه لي بعدما جلست بجنبه .. يوسف ! انت حسبت ولدي ومحبتي لك كمحبتي لولدي .. والله اني احبك في الله واخاف عليك .. اهتز قلبي حينها اكتم انفاسي .. شخص كبير في السن .. صاحب خبرة وحكمة في هذه الحياة .. والله يعلم انني لم انسى كلماته إلى يومي هذا .. وكلماته دائمًا ما تتردد على مسامعي .. كان من ضمن نصائحة .. إحذر ! إحذر .. أن تفشي بأحد اسرارك لأي كان في غربتك .. فقد يكون عدوًا لك وتصبح ممسكًا عليك


الحمدلله .. الحمدلله .. الحمدلله .. على نعمة المسجد .. لن تشعروا بقيمة كلامي إلا أذا احسستوا بفقدانه .. كنت دائمًا ما أجلس لوحدي فيه .. رزقني الله فيه محبة ناس أنقى من الذهب .. اشتقت !

 لمذكراتي من كلامه نصيب !


سبحان الله في التاسع والعشرين من ابريل الماضي .. كتبت رتوشات من صفحات مذكراتي .. فكان من بينهم 
ن.. مهما كان دافعك للبوح بأحد أسرارك أكتم ذلك الشعور ، فليس هناك من يصون السر فربما يأتي يوم من الأيام ويعايبك بهذا السر ، ويصبح هذا السر الذي أبحته له في أحد الأيام ممسك يعايره فيك ، ويضغط فيه على قلبك




وكأنني أتحدث عن واقع أعيشه في يومي الحالي


------


عندما تشتاق ، تضطر أحيانًا أن لا تبين كم من الشوق تحمل في قلبك ، تمر أيام تنام فيها القليل من شدة شوقك لهم ، ولكن مع هذا تخفي هذا الشعور عنهم ، لأنك تريد أن تبين لهم أنك تستطيع تحمل الوحدة ، وأنك قوي بما فيه الكفاية حتى تتصدى للشوق الذي يغزو قلبك


نعم اشتقت لكم ، نعم اشتقت لكم ، وكاد الشوق يقتلني ، واختنق القولون حزنًا


يسائلوني ، فأسائل نفسي بقول الحمداني


أراك عصي الدمع شيمتـك الصبـر
       أمـا للهوى نهـي عليـك ولا أمـر*


بلى، أنـا مشتـاق وعنـدي لوعـة**
      ولكـن مثلـي لا يـذاع لـه سـر


*( يسائل الحمداني نفسه متعجبًا بقول أنه يعصي دموعه ، فهل للحب والشوق تأثير عليه ؟ )


**( اللوعة هي الحب الشديد )


------------


على الرغم من كل ما شاهدته عليهم من مواقف تجاهي ، إلا أنني ابتسم !


أبتسم لانني أنا من يثق بشخصيته ، وليس هم من يحددوا شخصيتي


أبتسم لأن إبتسامتي نصر لكل من حاول أن يتخبث ولم يستطع


أبتسم لعدوي ، لأن ابتسامتي كالنار تغلي قلبه


أبتسم لأنني لا أريد أن أخسر عدو أو صديق


أبتسم لأنه بابتسامتي كسر لحاجز عداوة الناس لي


أبتسم لأن الابتسامة صدقة






Thursday, November 5, 2009

ذكريات ماضية - مرحلتي الابتدائية #2


 أعتذر عن الانقطاع في هذه المدونة العزيزة على قلبي ، فأنا أكتب بشكل يومي في
مدونتي الأخرى


فيس بوك 

Yousef M. Alkandari

--------- 

سبب هذه السلسلة هو وداعي لسني السابع عشر ، الذي سوف يحين بعد أيام

يوم عن يوم يزيد احترامي وولائي وتقديري لسني السابع عشر ، انه السن الذي به
 اشعر أن عقلي قد سبق سنه عشر سنوات ، تمر الكثير من المواقف الحياتية نتعلم منها ، وقد تكون معظمها تكبرنا سنًا



أكمل سلسلة مذكرات سنين حياتي التي رسخت في ذاكرتي






------


خانتني الذاكرة حين سردي لبعض المواقف ، ولكن لا بأس بالاحتفاظ بها ، وبدأ سرد ذكريات المرحلة الابتدائية


عندما كنت في السادسة من عمري ، كانت هي أول أيام دخولي للمدرسه ، كان الضيق يعتليني كنت برفقة والدي اسمع اصوات الطلاب في فصلي يبكون ، كان بقربي أحد الزملاء أتذكر ان الطاولات كانت لشخصين ، كنت أسمع أصوات البكاء ، وأنا اكتم دموعي ، أشعر بأنه مكان غريب ، بكى زميلي الذي كان بقربي ، وما إن سمعته يبكي حتى انهالت دموعي التي كنت اكتمها ، فضحك والدي حينها وكان يقولي لي " ميخالف بابا راح تتعود " ، أذكر حينها بان أخي الأكبر عبدالله كان في الصف الثاني المتوسط وكانت مدرستي مشتركة – لحسن الحظ – وكان دائمًا برفقة ابن خالتي عبدالله ، كانوا دائمًا معي ، كنت اخاف الذهاب بعيدًا عن فصلي حتى لا افقد طريقي اليه ، فأخذني أخي إلى مكان مهجور في المدرسه فازداد خوفي وانا اقول له " ردني ردني " ، أذكر في اليوم الأول أنني كنت انتظر جرس الخروج للمنزل ، وما ان سمعت الجرس حتى ركضت للباب ، كان الطلاب كثر ، لم يصدقوا سماع الجرس ، فأصبحوا كبرنامج " الحصن " يركضون ويركضون ، سقطت أرضًا ، ولسوء حظي أثناء هجومهم على الباب ، فكانت ركلاتهم من نصيبي ، تدممت يدي ، إلى أن رأيت أحدهم يمد يده لي ويحملني ، لقد كان أحد الاساتذه ، وما ان حملني حتى رأيت والدي ينتظر خروجي " ابوي ابوي " ركضت مسرعًا باتجاهه ، ربما كان يومًا تعيسًا ولكنه جميل بالذكريات


أذكر جاري وصديق أخي علي ، أذكر كيف كنا نقضي أوقاتنا جميعًا فوق السطح الذي عشق الحمام منذ صغره ، اتذكر انه كان يعلمني على اسمائهم وكنت دائمًا ما اسئله عن اسماء الحمام ، وفي اليوم التالي أنساها


أذكر كيف كان والدي يعشق كرة القدم ، وزرع حبها في قلوبنا ، كنا جميعًا نذهب للمشى برفقة ابناء عمي ونلعب الكرة يوميًا ، أذكر أن والدي هو الذي تطوع بشراء الحديد والإسمنت لبناء ملعب ، أذكر هدفي الأول أثناء المباراة عندما مررها لي والدي ودخلت الهدف لأسمع أبناء عمي في الفريق المضاد يقولون لحارس مرماهم " يوسف يقول عليك ؟ "


أذكر كيف كان منزل عمي وقت البناء ، أحببت الذهاب إلى بيتهم والجلوس لسماع قصص الرعب التي كنت لا أنام منها ، أذكر كيف كنا نذهب ليلا لنلعب كرة القدم ، كنا في حالة ادمان لها


أذكر ان في فترة الامتحانات كنا نضع الشنط على الطاولة حتى تفصل بيني وبين زميلي الذي في نفس طاولتي ، وكان يقولون لنا " لاتغشون " والأوراق بقرب بعضها


أذكر أصدقائي الذين كانوا معي من الروضه عبدالله حسين ومبارك


أذكر وفاة عمي رحمه الله ، كنت في حالة صدمة لم اعيشها طوال حياتي ، كنت أرى دموع الكثير من أقاربي ، كان عمي أكثر الناس المقربين لوالدي ، بعد أيام قليلة داومت لمدرستي ، كانت ساعة تعمها الهدوء والسكينه ، تذكرت عمي ، تذكرت فترة العزاء ، تذكرت وجوه أقاربي حينها ،، انهلت على طالتي وبدأت أجهش بالبكاء ودموعي تنزف بحرارة ، بكيت ، بكيت كثيرًا ، بكيت كبكاء طفل أخذوا لعبته المفضله من بين يديه ، سألني صديقي " شفيك " ، ولا شيء يجيبة سوى دموع ونشيج ، في وسط الدموع حملني مشرف القسم إلى ناظر المدرسة ، ليسألني " شفيك ؟ " ، أقولها وقلبي يعتصر حرقًا ، أقولها ووجهي مغطى بالدموع ، " عمي توفى " ، كان عمي الوحيد بعد وفاة عمي يوسف الذي اسموني بإسمه


أذكر حفل تكريمي من الصف الأول الابتدائي ، وحفل تكريم أخي عبدالله من الصف الثاني المتوسط ، أذكر انها كانت ذكرى جميلة ، حضور والدتي كان يعني لي الكثير


أذكر كيف كنت أتهرب من الباب الخلفي عندما أرى والدي يريد الذهاب للجمعية مشيًا ، كنت أذهب إليه من الباب الخلفي لمنزلنا حتى أضعه أمام الأمر الواقع وأذهب معه ، ولو أن بعض المرات كان يضطر لإرجاعي للمنزل


أذكر كيف كان جدي يداعبني دومًا ، أذكر عند ضربي لأخي الأصغر كان يربطني بقدمية ويمسك يدي ولا يفلتني حتى أبكي


أذكر تلك الكور التي كان يعطيني أياها في كل مرة ذهبت لمنزله


أذكر ألعاب خالتي التي كانت تضعهم في بيتها ، كنت أذهب للمخزن خلسة وآخذهم ، وأقول لها " خالتي ترا خذيت هاللعبة " ، كانت دمية بها عصاة تمسكها بيدك لتتحكم بها وتمثل مسرحية


أذكر حبي الشديد لشاطئ الشويخ ، ورؤية يوم البحار و فندق السلام الذي كان عبارة عن سفينة أصبحت من مخلفات الغزو الغاشم


اذكر رحلاتنا الجميلة إلى بحر السالمية برفقة والدي ، أذكر ان جميع من يرتاد البحر كان يرتاده برفقة كلبه ، فلت أحد الكلاب علي وكان اخوتي وابي بعرض البحر فما كان لي سوى البكاء


-------


عندما كنت في السابعة من عمري ، أذكر كيف كانت نفسيتي منغلقه لدخولي للمدرسة مجددًا ، أذكر أن صديق أخي رسب وظل في نفس المدرسة وكان دائم " التضبيط " لمعلميني لي ، أذكر استاذي للانجليزي استاذ خضر ، أذكر عندما تأخر والدي عني في أحد الأيام كم بكيت وأنا أنتظر قدومه


أذكر كيف كنت اهوى النوم في منزل عمتي ، والذهاب معها إلى فرع الجمعية التي بقرب بيتهم


أذكر رمضان ، كيف كنا مدمنين على لعب الكرة ، صحيح ان الجو كان حارًا ونحن صيام ، ولكن كان شعار والدي كل شيء في سبيل كرة القدم يهون


أذكر وفاة جدي رحمه الله ، كان في اليوم الأول من عيد الأضحى ، عندما ذهبت والدتي ووالدي بعد أن تلقت مكالمة من جدتي ، كنت جالسًا مع أخي الأكبر محمد ، وإذا بأمي تتصل وتلقي الخبر له ليقوله لي ، كانت صدمة هزت والدتي وخالاتي ، هزت فرحة العيد ، فقد كان جدي الوحيد الذي أحببته من كل قلبي ، أذكر كيف هلع والدي مسرعًا لمنزل جدي ، وكيف كانت أيام العزاء


أذكر تلك الجملة التي كتبتها اختي الكبرى على خزانة كتب ، بعد أن اهديتها قلم ، يوسف طيب أحلى البيت ويتعامل مع زملاؤه ، ظلت هذه الجملة محفورة بقلب كلينا ، لن ولن ولن ننساها ، كانت ذكرى جميلة بحق بالنسبة لي ، وكنت دائمًا ما أضحك على كلمة يتعامل مع زملاؤه وأنا اقول لها " شكو ؟ "


------


عندما كنت في الثامنة من عمري ، أذكر انتقالنا لمنزلنا الجديد ، ومدرستي الجديدة


كنت في الصف الثالث الابتدائي حينها ، حينما كنت تعيسًا لدوامي الدراسي في مدرسة غير مدرستي التي تعودت نفسيتي عليها ، أذكر أنني تحمست للمدرسة من اليوم الأول أذكر استاذ يونس في العربية


أذكر فرحي الكبير بالمولود الجديد أخي الأصغر – آخر العنقود – أحمد ، أذكر كم كنت سعيد وأنا احمله بين يدي


أذكر سعادتي وأنا ادخل منزل خالتي للعب مع صديق الطفولة ابن خالتي عبدالعزيز ، كنا نتشاجر دومًا على لعب البلاي ستيشن ، أذكر كيف كان ابن خالتي الأكبر أنور ، لا أعلم لماذا كنت أقول في قلبي عنه أنه شخصية غامضة ، زرع بقلبي حب آينشتين بالصورة الملصقة على باب غرفته ، كنت أحب الجلوس معه


أذكر رحلاتي الدائمة لشارع بن خلدون بحولي ، أذكر بداية أيام برنامج " الام آي أر سي " ، أذكر ظهور أفلام ال" في سي دي " ، أذكر فرحتي عند زيارتي لابن خالتي في محله


-------


عندما كنت في التاسعة من عمري ، كنت من دفعة أول من يطبق عليهم تدريس المرأه في الابتدائية للبنين ، فكم كنت أكره الذهاب للمدرسه ، اذكر استاذتي في العلوم استاذه سارة التي كنت احب شرحها


أذكر تعرفي على صديقي الصدوق سالم شعبان ، ونعم الأصدقاء ، أذكر مغامراتي معه ، كانت هناك خزانة لوضع الدفاتر والكتب في آخر الفصل ، فما كان لي أنا وصديقي سالم أننا نمسك صديقينا – من باب الدعابه – خالد مطر ووضعه في الخزانه ونقفل عليه ، وفي اليوم التالي صارت هذه المغامرة حديث المدرسة والمدرسات فيها ، وكلما دخلت مدرسة ورأتني انا وصديقي ، قالت لي " انت اللي حبست الولد بالكبت ؟ " ، في كل حصة ننال ضرب من احد المدرسات على هذه الفعلة ، حتى أنهم أخذوني لناظرة المدرسة وضربتني بعصاتها السحرية


أذكر استاذتي في الرياضيات استاذه منى الفضلي ، التي كنت أكرهها بسبب ضربها لي


أذكر أخي الأصغر ناصر وهو معي في نفس الابتدائية حينها ، كانت السنة الأولى له ، أذكر كيف كان دلوعًا حينها


أذكر أيام مسلسلي بوكيمون الذي احببته وادمنت عليه ، جمعت من البطاقات ربما مالم يجمعها احد غيري من شدة حبي له ، أذكر ذلك الهجوم الذي شنه بعض " المطاوعه " على هذا المسلسل الكرتوني وهم يقولون ان بوكيمون تعني انا يهودي


أذكر كيف كان والدي يعشق الذهاب للبحر في كل يوم من أيام الصيف ، ولهذا السبب اصطبغ لون بشرتي :P



 
To be continued =)

Saturday, October 24, 2009

ذكريات ماضية - طفولتي الشقية #1

بداية أود من الجميع أن يسامحني على القصور ويعذرني
وثانيًا أود أن أقول لحبيب قلبي صديقي محمد عبدالله على كلماته التي ثار بها قلبي وقرأتها مرارًا وتكرارًا ، أسكبت دمع الفراق يابوجاسم
وثالثًا أنني في كل يوم تقريبًا سأضع بين أيديكم يوميات غربتي في مدونتي

http://5ar5sha.blogspot.com/

ورابعًا أصبحت ماكًا تشكنًا ، وأخيرًا فتحت صفحه بالفيس بوك
اكتب في سيرج الفيس بوك 
Yousef Alkandari

وخامسًا إهدائي لكم من رفعي الخاص ، هذه الانشودة اهداء من صديقي محمد ناصر ، حتى وانا هنا لم اغير نغمة رنيني ، لأتذكر كلماتها دومًا ، ولأتذكر الشخص الذي أهداني اياها 

والناس يعصونه جهرًا فيسترهم .. والكل ينسى وربي ليس ينساهم
يقول صديقي محمد ، انه من شدة تأثره بتلك الكلمات كان يريد فقط كتابتها بأحد الصحف حتى يتذكر الناس من يعصون



-----------------

سريعا ماتمر هذه الايام ، فكم جميل ان نتذكر ماضينا ، ونحن نؤمن بأن الأيام قد طبعت دروسًا في قلوبنا :)



اتهمني الكثير من الناس انني طفولي ، بسبب انني لما اكمل الثامنه عشر من عمري ، فكان ردي دوما انني اتمنى ان اظل طول عمري بسن السابعه عشر ، عشقت هذا العمر من كل قلبي ، كم اتمنى ان اظل بالسابعه عشر طوال حياتي


سأكتب لكم رحله ، هي اشبه بقطار جرى سريعا ، انها حياتي ، انه عالمي المكنون داخلي


طفولتي ، شقاوتي ، مراهقتي ، ايامي الجميله والتعيسه ، سنواتي التي مرت وطبعت ذكرياتها بقلبي



ابدأ بتدوينها لكم

 


عندما كنت في الرابعه من عمري ، كانت هي مرحلتي الاولى في رياض الاطفال ، اتذكر حينها استاذه لحن التي كنت اناديها استاذه لحم ، اتذكر كم كنت سعيد بالعاب روضتي حيث كنت اخشى لعبه التسلق ، وعندما تسلقتها مع اصحابي كنت اقول لهم  هذاك بيتنا

اتذكر انني كنت آخذ ' النيلون ' الذي يغلفون فيه الفطور ، وكنت استمتع بالصوت الناتج عنه ، فاستمتع بأذيه الاساتذة

اتذكر سائق بيت خالتي ' برقيان ' الذي كان يقلني من روضتي ظهيره كل يوم

اتذكر جريمتي الاولى ، حيث كنت اصنع بيتا انا واختي من ' مخدات ' و ' كنابل ' البيت ، فبقي في المنزل ' كنبل ' واحد الذي يتلحف به اخي الاكبر عبدالله! قلت له ' عطني ' ليقول لي ' ولي ولي ' لاقول له مهددا ' يعني ماتبي تعطيني ها ' ، لاذهب مسرعا لمطبخ المنزل واخذ ' الهاون ' ولسوء الحظ كان مصنوعا من الحديد ، ' طربااااااااااااخ ' ولم ارى الا دمًا ينزف من رأس أخي





عندما كنت في الخامسه من عمري ، كنت اتوق الى التغيب والتعذر عن الروضه ، اتذكرخالتي الحبيبه عندما كانت تأخذني صباح كل يوم من منزلنا 
، اذكر في يوم من الايام ، قررت الاختباء حتى اتمكن من التغيب ، سمعت ' هرنات ' السياره فاسرعت لاختبء خلف الباب واسمعهم يقولون يوسف ، يوسف ! ركضت مسرعا للسطح واختبأت هناك ، فاسمع خالتي تقول يوسف يوسف ، اختبأت وراء الباب ، لان خالتي دخلت للسطح ، نزلت مسرعا للاسفل وجعلتهم يبحثون عني في الاعلى ، اذكر ان اخر اختباء كان لي ، كان خلف باب الحمام ، مرت نصف ساعه وانا لا اسمع اسوى يوسف يوسف ! ، مللت وسأمت من خطتي للتغيب ، فخرجت من خلف الباب معلنا ظهوري ، شاهدتني خالتي وبكل براءه قلت هلا ! لتعطيني ذلك ' الكف ' الذي يصعق ' كف ' نابليون بونبارت ! لم و لن انساه ، بالطبع احمر وجهي خجلا على فعلتي وكانت الدمعه في عيني فخشيت البكاء ، وذهبت رغما عني لروضتي وكانت هي المحاوله الاولى والاخيره للتغيب !

اتذكر في هذا السن انني كنت لا ازال اشرب الحليب من ' المميه ' فعند دخول ابن الجار للبيت صباحا ليذهب معي ، كنت ادعي كرهي ' للمميه ' لابين له انني كبرت ! كنت اقول للخادمه ' انا كبرت الحين حطيلي الحليب بالقلاص !'

اتذكر في اواخر السنه للروضه انني ضربت صديقي بجنطتي عن دون قصد ! فبكى واشتكى للاستاذه! ونظرا لاني كنت احبهم جدا ، لم انسى توبيخها لي

اتذكر صديقه الطفوله خديجه التي كنت اعشق اللعب معاها

واتذكر صديقتي وجارتي عهود التي كنا نتشاجر دوما على اللعب معا

اتذكر صديقي عبدالله حسين واتذكر صديقي مبارك واتذكر بدر خميس الذي كنت اناديه صدام

اتذكر جريمتي الثانية عندما حرقت غرفه الخادمه . لطالما كنت احب صنع الحرائق واحب رائحتها ! فكانت امي دائما ما تخبأ علبه الكبريت عني ، ولكن كانت فرحتي التعيسه قائمه عندما شاهدت علبه الكبريت على الطاوله بغرفه الخادمه ! ، اشعلت اول واحده لاحرق الصحيفه التي كانت على سطح الطاوله ، نفخت ونفخت الى ان انطفأت ، اعجبتني الفكره ، كررت فعلتي مره اخرى ! ، لاطفأها مره اخرى ، وكررت الفعله للمره الثالثه ، ولان الفكره اعجبتني قررت ان اجعل النار تكبر حتى اطفأها ، ولكن لن تسلم الجره في كل مره ، كبرت وكبرت ، فحان وقت النفخ عليها ، نفخت ونفخت الى ان ذهبت كل انفاسي ، وعندما عرفت انني بمأزق وورطه ، ذهبت الى الصاله بهدوء ، كان اخي عبدالله حينها في الصف الاول المتوسط ، عند دخولي سمعته يبكي ويقول ' مو فاهم موفاهم ' هذه هي عاده اخي عندما كان صغيرا ، عندما لا يفهم شيء من دروسه ، يبكي ويقول ' مو فاهم ' ، توارثت هذا الطبع منه في طفولتي طبعا

جلست في الصاله بكل براءه وهدوء ، اسمع شرح امي ونشيخ اخي ، انتظرت ريثما تنتهي امي من الشرح ، لاقول لها ' يما ' لترد علي منفعله من تأثير تدريس اخي

' نعععم '

رددت عليها

' يما ترا غرفه سوتي قعد تحترق والله مو انا '

انصدمت والدتي ' شنووو

يما والله مو انا !

نهضت امي من مكانها مسرعه واخي يقول ' بسرعه بسرعه ' ، واحضر معه ' بريج ماي ' ، ولله الحمد اخمدت النار بسلام ، وبعدها توالت ' زفات ' الوالده ، اذكر ان ربع جواز السفر للخادمه احترق

اذكر لحظه تأخر والدي عن احضاري ، اعتدت ان يحضرني اول اخوتي ، ولكن تأخر ساعه فبكيت وبكيت الى ان نمت نوما عميقا لاستيقظ على يد استاذتي

أذكر انني أردت الخروج من روضتي لسبب خروج صديقي ، فبكيت لانه خرج وركضت الى الباب مسرعا ليمسكني حارس روضتي

أذكر صديقي علي التليله كما اسميته واذكر صديقي انس

اذكر لحظه تخرجي من الروضه عندما نلت شرف تمثيل بطوله الحفل ، حيث كنت ' صعيدي ' بشنبي الجميل


=)

يتبع




Tuesday, October 13, 2009

مرحبًا أمريكا !

أشرقت شمس الوداع : )


دائمًا ما أتحفظ على قول بعض الأحلام التي أحلمها ، وازداد الأمر تحفظًا بعد ظهور سيدة الأحلام " سلوى " ، فخشيت عند قولي أي حلم من الأحلام أن " يضغطني " أحد الشباب ويقول لي " شدعوة يبا صكيت على سلوى " ، أتذكر قبل سنتين أنني من شدة إعجابي بعرض كوبر فيلد في الطيران ، أنني حلمت بأني أطير في ساحات المدرسة ، وفي البيت وفي كل مكان ، وكنت أطفو على سطح الهواء كما أطفو على سطح البحر ، تكررت هذه الرؤيا في أيام إعدادي لعدة السفر ، حيث حلمت بأنني أطير بين أسطح الجيران ، فسبحان الله كان تفسير حلمي أني سأسافر وبالفعل ، تلك الرؤيا التي مضت عليها تقريبًا سنتان قد تحققت ، وها أنا اليوم أجوب شوارع منطقتي بولدر في ولاية كولورادو الأمريكية

قبل سنة تقريبًا شهدت فراق شخص عزيز على قلبي ، فحينما أردت أن أبين له كم كان أقرب الناس لي ، وكم سأشتاق له ، كان رده باردًا بالنسبة لكلماتي ، فكنت دائم الحديث عن فضله تجاهي وعن مواقفه ، وعن كل شيء ، فكانت ردوده غالبًا ما تكون أنه يعلم ذلك ، فكأنه يريد أن ينهي حديثي بأي طريقة

سبحان الله ، مرت السنوات ولم أشعر بها ، فعندما كنت أحدث ذلك الشخص كان يسألني عن هدفي بعد الثانوية ، فكنت أرد عليه أني أنوي الدراسة بأمريكا

لقد شعرت بما كان يشعر به العزيز على قلبي ، وشعرت بكم هي قاسية كلماتي التي كنت اقولها له ، وكم كانت تضغط على قلبه



الثلاثاء
29-9-2009
على أصوات أذان المغرب ، كنت مع والدي وصديقي لحجز تذاكر السفر لمدينة دنفر عاصمة ولاية كولورادو الامريكية



الأربعاء
30-9-2009
لقد مرَّ شهر أو أكثر وأنا والنوم في خصام مستمر ، كان نومي لا يتعدى الخمس ساعات في اليوم الواحد ، فأحيانًا أنام ثلاث ساعات وأشعر أنني قد نمت يومًا كاملا ، وجسمي المسكين كان يعاني من التعب المستمر بسبب الأرق الغبي ، في كل يوم أفكر بماذا سأكون ، ومالذي سيحدث ، أفكر بعائلتي ، بأختي ، بأمي ، بأصدقائي و من يعز على قلبي ، أفكر بالحياة من دون رؤيتهم ، أفكر بمالذي سأصنعه من دونه
لم أشك بقدراتي نحو تحمل المسؤولية ، ولكن كنت أشك بقدر ما سيتحمله قلبي من الضغوطات ، فإن كنت في بلدي وبين أسرتي أكاد أُجن من التفكير ، فكيف هو الحال في الغربة
كان يومًا شاقًا بالتفكير كعادته ، ولكنه مضى سريعًا بسبب رحلتي للمدرسة لتوديع أحباء قلبي أساتذتي






الخميس
1-10-2009
لاشئ أحلى من الاجتماع مع العائلة الكريمة ، ولكن لاشئ أصعب عندما تسمع الجميع يودعونك
كان يومًا حافلا ، مشوقًا وجميلا ، الجميع صار يتبادل الحديث معي على موضوع دراستي في الخارج ، وونصائح تكاد لا تنتهي يستمع لها قلبي قبل عقلي




الجمعة
2-10-2009





أصبح هاتفي لا يسكت من العدد اللامتناهي من الاتصالات والمسجات من قبل الجميع ، كلما اتصل بي احدهم أشعر بالعبرة تخنقني ، عندما أسمع صوته وهو يقول لي كلمات أشعر بأنها أكبر من حقي
في هذا اليوم شعرت بكم الضغوط التي كان يواجهها من يعز على قلبي قبل رحيله في العام الماضي ، علمت حينها بأن القلب ليس إلا فتيلة تشعلها شرارة من البوح
الجميع صار يبوح لي بأسراره تجاهي ، تلك الأسرار التي مررت بها معهم في مواقف كثيرة ، يحدثوني بأن تلك المواقف التي سجلتها بحقهم كانت كبيرة لقلوبهم ، بينوا لي مقدار المعزه التي كانوا يكنونها لأجلي ، في ليلة هذا اليوم الأرق افترس مقلتي وخنقتني العبرات ولم انام حينها الا ساعتين أو أقل






السبت
3-10-2009

كان موعدي اليوم متقرر بالاجتماع مع عدد قليل من الاصدقاء في ستار بكس كيفان ، كنت مع صديقي الذي سيرحل معي ، انتظرت قدوم أصدقائي ، لم تمر نصف ساعة حتى اكتظ المكان بأصدقائي ، لم أصدق أنهم جميعًا أتوا لأجلي ، أتوا تقدرًا لي ، أتوا احترمًا لصداقتي معهم ، ظننت أنني سأرى بعضهم بسبب ظروف البعض الآخر ، ولكن الصدمة كانت أن جميعهم بلا استثناء أتوا ، منهم من اعتذر لأجلي ، ومنهم من فعل المستحيل كي يأتي ! ، كتمت أنفاسي عند رؤيتهم جميعًا ، كان قلبي يتراقص وأنا اشاهدهم جميعًا بقربي ، يسلمون علي ويتبادلون الحديث معي ، ولم أحسب حساب تلك العبرات الغبية ، تلك العبرات التي كانت تلازمني منذ اسابيع طويلة وأنا أتخيل فراق أحبابي
ماهي أصعب لحظات العمر ؟
أصعب لحظه عندما ترى الجميع من حولك يودعونك ، ويشيدون بك ، ولا يكفو عن الحديث عن مواقفك معهم


لم أدع أي منهم يذهب حتى لممته إلي قلبي ، وأنا أهمس له سأشتاق لك
كانت من أصعب اللحظات عندما بادرني أحدهم بالأحضان وهو يهمس بأذني ، لا تزعل ولا تتضايق مني لأنني لم اقصد الاساءة لك ، والله يعلم كم أعزك وأحبك ، وأدعو لك
هل تعلمون لماذا كانت هذه أصعب اللحظات ؟
لأن هذا الشخص أساء إلي من دون قصد وهو لا يشعر بذلك ، ومن ثم ننصدم بأنه يكون أول الحارصين على الحضور لتوديعي ، وكان دائمًا ما يدعو لي بكل خير


كانت الدموع تشق طريقها على مقلتي ، وأستبدلها بابتسامة صفراء ذابلة لا طعم لها، نعم احببتهم ، ونعم الاصدقاء انتم

-----


كنت في السيارة في ساعة متأخرة من الليل برفقة صديق قلبي ، فإذا باتصال من احدهم كان بين المتواجدين لتوديعي ، قال كلمات وماهي بكلمات ، كنت أتمنى أن اقول له اسكت ! ، فلم يقوى لساني ، فتحت باب السيارة لأدع قلبه يتحدث ويقول تلك الكلمات التي لم يقوى على قولها عندما كانت نظراتي معه
كلمات كانت أكبر من حقي ، فرحت من كل قلبي لاتصاله ، دمعة تلو الأخرى تحاول أن تكسر حاجز صمتي وهو يتحدث ، لقد عرفت حينها بأن هناك أناس لم ولن ينسوا قيمة العطاء
سجدت سجدة شكر لله على نعمة أصدقاء أمثالهم ، وعلى نعمة أناس لم ولن ينسوا ما بذله قلبي لأجلهم ، لقد أحببتهم بصدق

----


مرت الساعات ، لم يتبقى إلا ساعات قليلة على آذان الفجر ، وموعد طائرتي في الثامنة وكان من المستلزم علي التواجد هناك في السادسه
تعبت ! ، فأنا في الأيام الماضية لم أنم شيئًا وخاصة في الليلة الماضية نمت مجرد ساعة ونيف من الدقائق ، بعد أن انتهيت من أداء فريضة الفجر ، بدأت بالسلام على من كان بيميني ، ليسألني  الحين مسافر ؟  ، قلت له بوجه بشوش وكلي تفاؤل من هذه السفرة  نعم !!  ، نهظ الجميع واقفًا ليسلم علي
أنه أصعب لحظه وداع مررت بها ، لقد شاهدت الجيران و الأحباب من كبار السن إلى أصغرهم يقفون على قدمهم ليسلموا علي ، والجميع يوصيني  حط بالك على نفسك صعبة ، صعبة هي تلك اللحظات
تخيل أن تكون في مكان يحتوي الكثير من الناس ، فجأه يقف الجميع لتوديعك ، ولم يكن هذا المكان بأي مكان ، بل كان المسجد ! ، يقف فيه خيرة الناس وأحببهم إلى قلبي ، البعض منهم يهمس لي بأني خير جليس لهم ، والبعض الآخر يهمس ويعبر عن معزته الشديدة لي ، والبعض الآخر يقول لي بأن محبته لي كمحبة إبنه ، ومنهم من احتضنني وهو يقول أستودعك الله الذي لا تضيع ودائعه
لقد كانت أحلى الأوقات ، الأوقات التي أقضيها برفقتهم ، وبسماع خطبة " شحته " و مرافع الأذان على صوت " شعبان " وبسماع قراءة " سعد " و قراءة " بو مشعل " 
كم اشتقت لهم

يلا مع السلامه

بتلك الكلمات خرجت ، مستديرًا للباب ، وأنا أسمعهم يقولون  بحفظ الله
سبق الجميع أحدهم ، وخرج ينتظرني ، ما إن خرجت حتى قال لي ، حافظ عليها ، كان يقولها ونظراته تدل على أمله وفخره ، رددت عليه طبعًا أكيد

--------


هي السفرة الأولى التي سيطيل فيها غيابي عن أسرتي ، فكانت أصعب اللحظات هي وداعهم
بعد إلحاح مستمر على أمي في عدم قدومها للمطار لتوديعي ، أبت وردها كان حازم معي بأنها ستأتي ! ، لم أكن أريدها لتأتي لأنني لن اتحمل منظر وداعها في المطار : ) ولكن هذه الحقيقة غافلت أمي
كل النظرات كانت تتخطفني في المنزل ، والكل يترقب لحظه الوداع ، أعددت العدة ووضعتها في السيارة ، كان أحدهم سارحًا بتفكيره وعيناه أغرورقت دمعًا ، صددت عنه فلم تتحمل عيناي منظر تلك النظرات ، أشحت عنها وذهبت مسرعًا لمكان آخر كي لا أرى تلك النظرات التي امتلئت بالدموع
ذهبت للسلام لوالدي أولا ، ومن ثم أخوتي ، أيقضت أحدهم من نومه لأنهال عليه بقبلة على رأسه وأنا أقول له " حط بالك على نفسك وشد حيلك بالدراسه " ، وطوال تلك الفترة وأنا أحاول قدر المستطاع أن أطرد شبح التفكير عني ، أريد أن أكون قويًا بما يكفي كي أتحمل لحظه الوداع ، أريد أن أودعهم بابتسامة عريضه ، ابتسامة كلها تفاؤل وعزم وطموح ، ولو كانت على حساب دمعة أحبسها فلا مانع ، كان الأهم أن أبتسم لهم
.
.
ليش ماخذ هذا
ليش مو حاط هذا
الجنطه ثقيله
اخذ جاكيتك
.
.
ضحكت من قلبي ، وقلت سأشتاق لــ"تحلطمك " يا يبا
في طريقي للمطار اكتم تفكيري ، واطرده بعيدًا ، فهذا ليس شئ جديد فلطالما تعلمت التناسي ! ، واليوم اتناسى التفكير قليلا ريثما أركب طائرتي
الصدمة ! كانت عند وصولي للمطار بربع ساعة كنت أنتظر أخي الأكبر حيث سيعطيني بعض الأوراق ، ولكن كانت المفاجأه أنه ليس لوحده !! فقد كانت برفقة أبناء عمي أحباب قلبي
وكانت الصدمة الثانية ، أن صديقي كان هنا من أجل توديعي
ودعتهم ، وقبلت رأس والدتي معلنًا عن دخولي لقاعة المغادرون



------




في الطائرة






لا يشعر بلذة النوم ، إلا من شعر بالأرق
لم أنام يومين ! ، فحقيقة كان التعب يحالكني ، ما إن جلست على مقعدي حتى طأطأت رأسي وحاولت النوم ، استيقظت وسألت من كان بجنبي ،  طارت الطيارة ؟ ،، ضحك قليلا ثم قال يبا الحين بيحطون الريوق قوم صحصح !  ، تحسفت أنني لم أنم شيئًا ، ولو كان الأمر بيدي ، لنمت طوال الأسابيع التي قضيتها في حبيبتي الكويت





لا أذق طعم الطعام أيام ، حتى في الطائرة فقدت شهيتي ، وكم كنت أشعر بالغثيان





تغلبت على الملل بمشاهدة محطة " كارتون نت وورك "  إلى حين وصولي لمطار هيثرو ، حيث سأنتقل بعدها إلى مطار مدينة دنفر بولاية كولورادو الأمريكية


--------
الوصول إلى هيثرو








حالكني التعب ، فياليت كان باستطاعتي النوم !


-------


الإنطلاق إلى دنفر


خمسة عشر ساعة هو زمن الوصول من هيثرو إلى دنفر
صحيح انني كنت في قمة الملل ، إلا ان تلك الأوقات مرت


------


ولكم تو أمريكا


لم أتوقع أن اجراءات التفتيش ستنتهي بسرعه ، بل لم اتوقع انه ليس هناك أي تفتيش  
كان باستضافتي صديقي المدون أنور صاحب مدونة النويصيب



وكأن مؤشر الحرارة يقول لي لم ترَ شيئًا !!
وحقًا ،، مرت أربعة أيام حتى صارت درجة الحرارة ستة تحت الصفر


وبعد الابتعاد كل هذه المسافة عن حبيبتي الكويت ، لم تبتعد أصالة الشعب الكويتي
قاموا بضيافتنا على أكمل وجه 

  


------


مرحبًا بولدر !


ها قد وصلنا لمنطقتي الخلابة ، حيث تقطن فيها جامعتي





كنت أتوق لرؤية المكان الذي سأدرس فيه



منظر من الجامعة






-------

شكرًا لعائلتي التي وقفت بجانبي وساندتني
شكرًا لأساتذتي الذين لم يقصروا بحقي يومًا
شكرًا لأصدقائي ، ونعم الاصدقاء أنتم


تبعثرت الكثير من الكلمات عن وصف ما حدث لي في أيام لم أقوى فيها على الحديث !


شكرًا للمدون " النويصيب " على استقبالي في مطار دنفر ، وعلى كل ما بذله ويبذله لأجلي ، شكرًا لك لن أنسى لك هذا الجميل


شكرًا لجميع المتابعين





وشكرًا  لمذكراتي 


-----



حبج يسري بعروقي :**