Tuesday, December 22, 2009

طفولتي مرحبًا من جديد !




من يخرج معي إلى أي مجمع تجاري سيدرك تمامًا أنني في بعض المواقف سألزم الصمت ، صمت طويل ، فلا أعلم سر تلاعب أفكاري وأنا في وسط المجمعات التجارية ، فهي مصدر إلهامي والاختلاء بتفكيري ، بطبيعتي أنا ألقي أي انتباه للناس حولي ، فقط نفسي هي نفسي ! لا انظر للناس ولا التفت لهم ، فلا أحبذ رؤية الناس، ومن يلقي انتابهي أعلم جيدًا أنني سأقيس ذلك بتفكيري ! ، فأفكر بكيف وماذا ولماذا ؟!

بينما كنت في أحد المجمعات الترفيهيه لفت أنتباهي أحد الآباء الذي كان برفقة أبناءه الأطفال ، فقد كان الشيب يغطي وجهه وشعره كجورج كلوني ! ، وكان بدين الجسم كنبيل شعيل ، على الرغم من كونه كبير بالسن و ضخم المقام على اللعب بلعب الأطفال الاكترونية، إلا أنه آثر ذلك وقرر أن " يقزر " وقته ويلعب علّه يسلي وقته ، كان متحمسًا و" مندمجًا " لأبعد الحدود ، وبعد الإنتهاء رأيته يشتري المثلجات الجميلة .

لم أقصد أن أتابع تحركاته ، ولكن شدني تصرفه النادر من نوعه ، فنادرًا ما نجد الكبار يلعبون مع أطفالهم بالألعاب ، وربما من المنعدم وجوده أن نجد الكبار يلعبون لعب الأطفال لوحدهم !

الطفولة هي المثل الذي يضرب للكبار في حالة ضيقهم ، فحينها يتمنى الكثير أن تعود أيام طفولته حيث تنعدم المسؤوليات والإهتمامات ، وتنصب حياتهم حول محور اللعب ، فنجد في حال العزاء يتجمع الأطفال معًا للعب ، غير مدركين لما حولهم من مآسي ، فلهذا نجد أن الكثير إذا أصابته كارثة بأحد مسؤولياته يقول .. ليتني طفلة وآخر همومي لعبة !

هنالك الكثير من الناس من يلجأ لأشياء معينة تنسيه همه أو حزنه أو ضيقه ، فلكل شخص شيء يجعل من همه شيء بسيط ولا يكترث له ، بالنسبة لي كانت ذكريات الطفولة هي الشيء الأهم : )

عبق الذكريات ، يوميات ورحلات ، قصص وتذكارات ، كلما تذكرنا طفولتنا نبتسم ! ، فهذه هي الطفولة لا تخلو من الحماقات والمشغابات الطريفة ، وهنالك الكثير من المغامرات الجميلة التي ترسم على شفاهنا البسمة بمجرد تذكرها .

كانت العودة للطفولة هي سبيلي للخلاص من أي موقف يفجر قلبي ، فمن يدخل غرفتي في " الغربة " سيظن أنها غرفة أحد الأطفال ، ولكن في الحقيقة هي غرفة لشاب قد اكتمل عمره الثامن عشر للتو !

من يعرفني حق المعرفة ، يعرف بهذا السر الذي اخفيه خلف جدران غرفتي ، فيتهمني بالطفولة ، فحقيقة سري تكمن أنها مجرد دمى ، تذكرني بأيام قد مضت ، فتذهب عني غم واقع مغترب ، أو غم مشكلة واجهها القلب ، فهي سبيلي للخلاص منها !

" فصل بو كندر " .. " خرف بوكندر على آخر ايامه " .. تلك العبارات يرددها أقرب الأصدقاء حين دخولهم لغرفتي المتواضعه في الغربة ، فيصدم البعض بوجود بعض الدمى والألعاب مصففة و مرتبة أو معلقة ، فلا أجيب على تعليقاتهم سوى بابتسامة لاترضي قلبي !

هنالك مثل إنجليزي شهير يقول بما معناه إذا ضاق عليك الأمر فبهروبك لعالم الوهم سيخفف عنك ، فأنا عن نفسي لم ألجأ لعالم الوهم في سبيلي للخلاص من ضيقي ، فقد هربت لعالم الطفولة المتواضع الذي ليس فيه سوى الضحك واللعب ، عالم ليس فيه الحزن والضيق والألم ، عالم يحتويك بابتسامة : )

فكلما ضاقت عليك الدنيا .. قل مرحبًا طفولتي من جديد !




4 التعليقات:

princess adadi said...

1st ;D

يالله حيا

فجأة قررت ترد طفل مرة ثانية !!؟

لما اشوف ياهل جدامي أقول مسكين وراه دنيا بيشوفها
ولما ابوي يقعد معاي يقولي جدامج حياة بتشوفينها
ويدي لما يقعد مع ابوي يقوله انا تعلمت من هالدنيا بعدك راح تتعلم

كل واحد يحس انه شاف بما فيه الكفاية
بس بالنهاية كلهم يحنون لماضيهم

اقتباس :

" كل شخص يقول بعد فترة من العمر هذا الكلام .. الكل يشعر بهذا الشعور ولكن هذا الاحساس خادع وغير حقيقي
ربما انك تعيش ابهى ايام حياتك في الشهر المقبل ولكن الاحساس بعدم الامان والطمأنينة لما هو قادم يجعلك تحن إلى الماضي .. وفي الطفولة براءة وراحة بال .. لهذا يجد المرء ان الطفولة جميلة وبراءتها سعيدة "

( مقال : حقوق الذكريات محفوظة _ كتاب كويتي من كوكب اخر )


بوست مميز ^^
دووم تثبت لنا انك كبير بعقلك حتى لو كانت عليك بعض التصرفات الطفولية

يعطيك العافية ^^

:: بـوح الصمـت :: said...

=)

ليت الطفولة تعود يوماً فأخبرها بما فعل الشباب !

جُزيت خيراً ..

@alhaidar said...

الله يديم عليك نعمة المهرب ويبعد عنك الأحزان :)

دمت بخير ..

bokeh of magic * said...

عاد انا بهالفترى فيني حنين للطفولة بشكل مو طبيعي !
برد عمري4 او 5 سنين احب هالمرحلة من عمري احبها احبهاااا !!
و مو قادره اعيش عمري احس اني بغربه
انا مسوية نفس حركتك بس حاطه كل العابي بالدرج عشان لحد ياعيري :P
موفق انشالله =)