Sunday, December 28, 2008

صديق القلب ، إلى القاء


اشعر بالضيق يعتليني ، فوجدت قلم وورقة أكتب فيها القليل لتفرج مافيني ,,

" من السهل أن نجد أصدقاء لنا ، ولكن ما أصعب ان تجد صديقًا للقلب ، فهو رحمة من الله "
أتذكر ؟
أتذكر عندما كنت تقول لي ذاك الكلام ؟
أعلم أن الأمر أصبح يزداد صعوبة شيئًا فشيئًا عليك ، ولكن كما عرفتك ولطالما تعلمت منك معنى الصبر والتحمل على أقوى الصعاب التي تواجهنا .
كم هي قاسية تلك اللحظات التي نودع فيها أعز من لاقينا في هذه الدنيا ، ولكن لن ولن اودعك ، وسأقول لك نحن بانتظار قدومك باذن الله ، حاملا تلك الشهادة التي تفرح قلوبنا ، وتنعش صدورنا .
كأنه ذلك الأمس الذي كنت تقول لي ، أريد الخروج من مكان عملي ، لقد سأمت ذلك المكان ، أريد أن أعمل بوظيفة أخرى ، وماهي الا ايام قليلة حتى قلت لي أنك نويت اكمال دراستك في الخارج ، بدأت تعمل في مكان عملك الجديد ، وبدأت فيها متشوقًا لانك على علم بأنك ستسافر لتحصل على شهادة الدكتوراه ، لتفرح والديك واهلك بها ، مرت الأيام ونسيت موضوع سفرك ، ولهتك مشاغل الحياة ، اسابيع وشهور تمر ولا نحس بها ، إلا أن عدت سنة كاملة ، لم يبقى شيء على موعد السفر ..

إني لأفخر بك كصديق لقلبي ، وحافظ لكل حكاياتي ، وكاتم لمافي كامني .
كم مرت من الأيام آتيك مهمومًا مغمومًا ، حزينًا تعيسًا ، لأجدك ترسم على شفاهي البسمه ..
تبعد عني همي رغمًا عني ، لأجد تلك الابتسامة تشق طريقها على شفتاي ، تلك الأيام التي كنت فيها تملأ لقلبي السعاده والهناء .
كم هي تلك المرات التي شاركتك فيها أحزاني وافراحي ، تعاستي وسعادتي ، شقائي وهنائي ,,

شاركتك ايامك ، أيام كانت تمر عليك كجبل ثقيل على صدرك ، وأيام تمر كسحابة تطفو فوقها من سعادتك ، لم يكن لديك سواي لتشكي ماذا يلم بك ، حاولت قدر المستطاع أن اخفف عنك ، وان ابعد بيداي الصغيرتان ضيقك .

لجأت إليك بكل صغيرة وكبيرة ، بكل نافعة وضارة بكل ما يحدث ، بكل ما يطرأ ، بكل شيء
وكذلك أنت كنت بالمثل معي ، فنعم صديق للقلب أنت

طالت أيام غيابك في الفترة الأخيرة ، ولطالما عذرتك لأنها أصعب الأيام لديك ، تنشغل فيها لتدبر أمورك وتتفرغ لأمور أسرتك ,,
أعلم ماهو شعورك ، وكيف هو احساسك ، فأنت بحاجة إلى أسرتك كأكثر من أي وقت مضى ، تشاهدهم أوقات كثيرة ، لتشبع ناظريك بمشاهدة والدتك الحانية .

هناك كلمة في قلبي أود أن أقولها ، وأخاف أن اقولها لانني مهما قلت سأكون مقصرًا بحقك ,,
شكرًا
أقولها لك من كل قلبي ، أقولها لك والقلب يصعب على فرافك ، أقولها لك وكلي حزن ، وأقولها لك آلاف المرات
أشكرك على كل شي ، وعلى كل وقتك الذي كنت تقضيه لافراج هم من همومي ..

هناك الكثير من الناس يمرون على الإنسان في حياته ، ولكن هناك من يطبع بصمته في ذاكرة الإنسان ، فلا ينساه أبدًا ، فكيف أن يكون قد طبع بصمته في قلبه ؟

رعاك الله ، ويسر لك كل أمورك ، لا تجعل للغربة مجالاً أن تكون هي ضيقك ، اقتل هذا الضيق ، وثابر على دروسك ، وواصل مسيرك ، فأنا سأكون من منتظرين قدومك .
عند الكتابة شعرت بأنني تشتت ، ضعت ، وتهت في ذاكرتي التي لطالما عطرتها بعطرك

إلى اللقاء يامن رسمت لحياتنا معنىً آخر : )

4 التعليقات:

SHAHAD said...

ما أصعب الفراق ! خاصة لمن ترك بصمته على القلب !
الله يكون بالعون وربي يرده سالم وغانم بالشهادة إن شاء الله

مدونة جميلة .. سأحرص على متابعتها : )
تقبل تحياتي : )

Anonymous said...

جميل هذا الطرح يا يوسف ، واعجبني كثيرا إحساسك به و شعورك ..

فعلا هُناك أصدقاء يغيبون ولكن يتركون بعد غيابهم بصمة فرحه .. حتى تشعر عندما تتذكرهم بالحنين إليهم و الحزن

والذي دائما ما يطرأ على بالي هو أن الإنسان لا يشعر بأحباءه إلا بعدما يغيبون ، لذلك ندعوا الجميع أن يُراعوا شعور أصدقاءهم الآن ونسيان الاخطاء والأخذ بالإيجابيه ، فإنهم بيومٍ ما سيرحلون .. كما هذا الصديق الراحل !


شكرآ لطرحك يوسف ..

جنون الصّمت said...

فعلا ما أصعب الفراق ..
الله يوفقكم للخير وين ما كان ..
كلمات مؤثرة وأسلوب رائع :)

Kandroz said...

أشكرك يا أخت شهد على قراءتك ، وعلى تعليقك ، وكما أشكرك على وضع مدونتي ضمن المدونات التي ستابعينها ، فهذا يعني لي الكثير
----------------------

أنت الأجمل يا صديقي محمد ،،
بعد رحيل أصداء لنا نشكي فرقتهم ، ولكن أنا اتحدث عن صديق القلب ، الذي لطالما حادثته ولطالما كان الشخص الذي يراعيك بكل صغيرة وكبيرة ، فهو سيرحل ، وستطول مدة غيابة
كتبت ما كتبت لأعبر عما يجول في خاطري ، وبداخلي الكثير الكثير
عفوًا ،، وشكرا لتعليقك

-----------

مهندسة سارة ، شكرًا على مرورك ، ووضع بصمتك هنا بتعليقك الرقيق